ثمة غثاء كبير وضجيج يحفز على الكراهية في الإعلام وفي النت، ودعوات صبيانية ألا توافق قطر، مبررة بقباحة لافتة لم يشهدها التاريخ العربي حتى في داحس والغبراء، إذ يتم استفزاز الخصم للإيغال في غضبه لمجرد اعتبار الوضع مسرحية كوميدية، يضحكون هم من فصولها.
ولا شك أن مثلها يدور داخل قصور ومباني الإعلام في الدوحة، حتى تتيقن ألا أمل في إقناع تميم بالقبول، وتجنيبنا كخليجيين يجمعنا رابط الدم والنسب والدين، غضبة لا نعرف مداها ولا نهايتها.
أتساءل: إذا كان تميم سيجد مكانا يقف فيه مع نفسه، ويخبرها أن موافقته ليست هزيمة بل انتصارا لقطر وشعبها، وملك آبائه وأجداده، وأنه هو لا يحتاج إلى حرب حتى يصبح بطلا. والتاريخ مليء بمن قبلوا بالتوقف عن مشاريعهم، وأعظم مثال على ذلك اليابان، عاثت فسادا في آسيا، وانتهت بمعاهدة
لا تستطيع فيها جيوشها إطلاق رصاصة، لكنهم قرروا أن هناك فرصة أخرى لإطلاق حضارة وأطلقوها.
كذلك ألمانيا، التي استسلمت لقوات الحلفاء وسلّمتهم كل بندقية وسفينة حربية وطائرة يمتلكها الشعب الألماني، ليقول أحد الموقّعين على الاستسلام، وهو وزير خارجية ألمانيا شفيرين فون كروسيك، «لا شك أن المستقبل سيكون مظلما على الشعب الألماني» لكنه أخطأ، فالمستقبل أصبح أعظم بكثير، فها هي ألمانيا تعود دولة واحدة، وأهم القوى الاقتصادية في العالم، وشعبها أكثر شعوب العالم رفاهية وسعادة.
في الحقيقة، إن شروط المقاطعين تحققت دون حتى موافقة أمير قطر، لكن برفض حكومة قطر ستتم مواصلة
هذا الاستنزاف لدولة قطر، وأوله رأيناه عندما توالت إعلانات البنوك عن رفض الريال القطري، حتى البنوك
التي يمتلكها قطريون في الغرب، وهذا مجرد رأس الجبل، فلن تعود هناك رفاهية، بل مجرد أسباب الحياة العادية في جزيرة قطر، والناس لن يقبلوا أن تمس معاشهم وحياة أطفالهم ومستقبلهم.
إن هناك فرصة أخيرة لإنهاء الأزمة الخليجية، ونقل قطر من بلد يرعى الإرهاب إلى بلد لديه فرصة أن يكون
فنلندا أو سنغافورة العرب، لكن هذه الفرصة بيد الحكومة القطرية، إذا كانت شجاعة بما يكفي لذلك.