يتفرع التخطيط الإستراتيجي إلى نوعين: أحدها تخطيط مبادرة، والآخر تخطيط ردة فعل، ولكل واحد منهما ما يميزه عن الآخر.

فتخطيط المبادرة يعني أن هناك رؤية وهدفا ينقصهما برنامج عمل وخطة زمنية لتحقيقه، ومعظم الإنجازات المميزة للأفراد والمؤسسات والدول تنطلق من تخطيط المبادرة، لأنه غالبا ما يراعى فيه طول المدة الزمنية، وتعدد الخيارات التي تسهم في تجنب معايشة الضغوط النفسية والذهنية.

أما تخطيط ردة الفعل، فهو بمثابة الخطط البديلة، أو خطط جديدة تصاغ بسرعة كخطط الخروج من الأزمات والمشكلات والتهديدات، على المستوى الفرد أو المؤسسة أو الحكومة.

تم إطلاق رؤية المملكة 2030 بموافقة وتوجيه من ملكنا، الملك سلمان -وفقه الله ورعاه- بتاريخ 18 /7/ 1437، وتعد رؤية 2030 مشتملة لكلا النوعين: تخطيط المبادرة وتخطيط ردة الفعل، وهذا ما جعلها مميزة ومثيرة ومحفزة للعمل نحو تحقيقها.

فبالنسبة لتخطيط المبادرة، حيث ارتبطت بالمستقبل البعيد وتنوع مجالاتها وأهدافها، وبالنسبة لتخطيط ردة الفعل التخلص من اعتماد الموارد والمداخيل الاقتصادية على مورد وصناعة واحدة، ألا وهي النفط.

والرؤية بما تضمنته ليس فيها ما يدعو إلى الاستحالة من تحقيقها، وإنما هناك أمور ربما تكون صعبة، وهذا طبيعي جدا، فرغم المتابعة المنتظمة والحازمة التي يمارسها ويقوم فيها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية وحامل لوائها، إلا أن مواضيع ما زال المجتمع ينتظر قرارات وإجراءات بشأنها، لحسمها وقطع باب التأويل حولها، خاصة فيما يتعلق بمعالجة موضوع الإسكان ليتسنى للمواطن أن يشعر بالأمان الاجتماعي والنفسي.

هناك من يرى أن رؤية المملكة اقتصادية أكثر من أنها تنموية، خاصة فيما يتعلق برفاهية المواطن وسعادته وأمانه، وهناك من يرى أنها مرحلة انتقالية تهدف إلى تقليص الهوة والفجوة بين الحاضر والمستقبل المشرق، كلٌ يرى بعدسته الخاصة، والحلم والرؤية -وإن عظمت- تتحقق بمشيئة الله، خاصة بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، خلفا للأمير محمد بن نايف «وفقه الله».

شكرا واحتراما وتقديرا للأمير الفذ القائد الأغر محمد بن نايف «حفظه الله»، وكل التوفيق والفلاح والنجاح للأمير الطموح محمد بن سلمان، في مسيرته السياسية والاقتصادية القادمة.