إخواني مشايخ القبائل والأشراف والسادة الأكارم الأشقاء الأوفياء في دولة قطر، لقد نسج التأريخ بخيوط من ذهب محبتنا وأخوتنا وعشنا جسدين بقلب واحد ينبض بالوفاء والإخلاص. احتضننا خليج المحبة بصفاء مياهه ونقاء لآلئه،حملتنا رمال الصحراء الغالية، تجاوزت بنا كل مراحل الفتن والفرقة.

انتصرنا على أعدائنا، وألف الله بين قلوبنا على الإيمان والمحبة والعقيدة الصافية والمنهج النقي.

التقينا في أنسابنا وأرحامنا وصلة قرابتنا وعادة وسلوم قبائلنا، بلادنا قبلتكم. وقلوبنا مسكنكم.

وعلى امتداد حضارتنا والمملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تقدر وتحترم المواطن القطري الأصيل الوفي حتى جعلته رب المنزل شعبا وقيادة.

يجمعنا رابط الدم والأخوة والتاريخ والأصالة والنسب والرحم، منعها ذلك الإساءة للقطري شعبا وقيادة، وتلتمس العذر دائما لخطأ القيادة، وتتجاوز عن الإساءة رغبة منها وهي تحمل راية التوحيد وتحتضن الحرمين في أن نكون جسدا واحدا ونسبا وصهرا وخليجا متعاونا.

ولقد عُرف عن المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة منذ المؤسس أنها دار سلام وصدق ووفاء واحترام للجار والدار، تتصف بالحكمة والصبر والتسامح والكرم وبذل النفس والمال للأشقاء والإخوة، وإن ما حصل واشتهر وعلم في الخبر بين قيادة قطر ودول الجوار لهو قرار لا بد منه، وخطر على دولها لزم دفعه وشر علا لهبه.

ويبقى المواطن القطري صاحب النخوة والأصالة والنسب والرحم والشقيق والرفيق، له احترامه وتقديره، ونحن معه تربطنا روابط الإخوة والإسلام قبائل واحدة متعاضدة.

وإن ما جرى هو دفاع عن أمننا واستقرارنا وسيادتنا ومقدساتنا ووطننا وولاة أمرنا، تقدرون ذلك أنتم المشايخ العقلاء والوجهاء الفضلاء والشعب الشريف، فوطننا ومقدساتنا وقيادتنا نضحي من أجلها بالغالي والنفيس والنفس، فلا يجرمنكم شيء على قيادتنا. وراجعوا وناصحوا قيادتكم ديانة لله ورسوله، والأخذ بيد قيادتكم إلى ما فيه خير العباد والبلاد من وحدة الصف وجمع الكلمة مع أهل السنة والجماعة، وعليكم أن تنتبهوا لما يحاك للبلاد من أهل الشر والشرك والعقائد الفاسدة والمنافقين والمرتزقة والمخربين المتنفذين رحمة بولي أمركم وببلادكم السنية الخليجية، من اتباع من يكيد لهم من حيث لا يشعرون، فإن مصير الخليج حياة أو موت واحد.

ونحن في ألم من أن تنفصل عنا يدنا اليمنى، ولكن إذا سرى فيها العطب ولم ينفعها الدواء وخفنا أن تأكل بقية الجسد بترناها رحمة بالبقية منه، مع أسفنا عليها وبكائنا لها، هكذا تعلمنا من قيادتنا منذ المؤسس -رحمه الله- إلى يومنا هذا، وإن قيادتنا وشعبنا في المملكة العربية السعودية سيبقى يعتز ويحترم المواطن القطري الأصيل الوفي.