أريد أن أفهم، لذا أفكر معكم بصوت عال، فعلا كنت حائرة: هل أتطرق إلى هذا الموضوع وليس أمامي جميع المعلومات؟ وإن انتظرت هل هذا في صالح مجتمعي؟ كيف أعالج الموضوع بحيث لا أتعدى على أحد؟
كل هذه الأفكار تزاحمت في رأسي، بعد أن وصلني مقطع يهاجم «ليلى النهدي» شابة سعودية تعرّف عن نفسها بالناشطة الاجتماعية! وطبعا من خبرتي بكثرة المقاطع المفبركة والتي تهاجم دون أدلة، فقط للتشهير، خاصة النوعية التي تستخدم هذا الأسلوب ممن يرى أن في الآخر خطرا عليه، قررت أن أبحث لأتأكد بنفسي، وما وجدته أوقعني في حيرة!
هذه الفتاة من شباب الوطن الواعد، لها بصمة في تحفيز الشباب والقيام بهم، خاصة في مجال المهارات والقدرات التي ستساعدهم على الإسهام في بناء مجتمعاتهم على أساس ديني قوي، يسير بهم إلى نهضة البلاد.
وحسب التقرير الذي قدمه موقع «العربية» على النت، نجحت في انتخابات نادي الطلبة، كما كانت ضمن فريق المؤسس لسلسة مؤتمرات «العزة» الشبابي، والذي كان الرابع منها بعنوان «المشاريع الشبابية: تحت الإنشاء»، هذه الناشطة في العمل التطوعي والاجتماعي، المبدعة كما وصفها بعضهم، القدوة بالنسبة لكثير من فتياتنا الجامعيات، الحاصلة على جائزة الأمير محمد بن فهد للقيادات الشابة، لماذا يتم مهاجمتها اليوم؟!
ثم وجدت في التقرير نفسه، أنه في العام نفسه كانت نائبة عميدة جامعة دار الحكمة، حيث أقيمت هذه المؤتمرات، الدكتورة صالحة محمود عابدين، أميركية باكستانية، والتي كانت «عضوا في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ومقره القاهرة بمصر، واللجنة العالمية للدعوة والإغاثة التابعة لاتحاد علماء المسلمين، خلال رئاسة الدكتور يوسف القرضاوي للمجلس»، وهنا كان ظهور أول علامة استفهام بالنسبة لي.
أكملت ووجدت أن من بين المتحدثين د. طارق السويدان، المعروف عنه أنه إخواني، أصبحت الآن علامتان!
وفي مدونة إحدى الطالبات ممن حضرن مؤتمر «العزة» التي لخصت محاضرته، نقطة توقفت عندها؛ قوله حسبما سجلته الطالبة: «متى يثور الناس؟ 1. عندما يهدد الرزق،
2. «البطالة»، من أجل المقدسات، وليس من الضروري أن تكون «مقدسات دينية» أثار استغرابي حقا لأن المحاضرة كانت عن الحضارة الإسلامية في مجملها، كيف إذن أُقحم ما سبق وغيره من حيث التدرج والنقاط التي تم تناولها؟
فعلا، أمر محير! وبعد ذلك ظهر لي اسم لم أسمع به من قبل الناشطة «آلاء الصديق» من دولة الإمارات الشقيقة، هنا توقفت وانتقلت إلى «الشيخ جوجل» لأرى ماذا لديه عنها. الخلاصة، أن ما وجدته عنها وعن علاقتها بالإخوان المسلمين ضاعف العلامات إلى آخر السطر، لو كانت المساحة تسمح!
ويذكر أنها أيضا كانت تُعد من القيادات الشابة الواعدة في جامعتها، بل هي تعدّ من المؤسسين للاتحاد الوطني للطلبة في دولة الإمارات، حظيت بكل هذه الفرص وفتحت أمامها الأبواب وقدمت لها التسهيلات من أجل بناء شباب واعد للمستقبل، وماذا كانت النتيجة؟ التحريض على النظام!
كتبت إحدى الطالبات ممن حضرن مؤتمر «العزة» الشبابي الرابع «العبودية كفر والحرية إيمان»، ثم أضافت «العبارة التي لن أنساها ما حييت»!، ما دخل الحرية والعبودية في مؤتمر تنمية بشرية؟!
حقا ماذا جمع «الشامي على المغربي»! نجد ليلى النهدي وآلاء الصديق في ملتقى النهضة الذي أقيم في قطر، وكان ضمن المتحدثين «عزمي بشارة»، وهو لم يكن يحلم، حسب قوله، بأن يجلس مع مئة شاب من السعودية! كما تحدث بدوره عن خطوات الثورة والثوار، وكيف يتم ذلك؟!، ثم نجد أن الشابتين تتحدثان فيما يظهر أنها كانت ورشة عمل عن الموضوع نفسه، آلاء الصديق قالت فيما معناه: «إحنا عندنا شاربين نايمين مرتاحين، نحن محتاجين مرحلة تخليهم يحسون بأن آكلين شاربين نايمين هاذي مو كل الحياة، نحن محتاجين نقول رأينا ونحن محتاجين نعبّر، فكيف نحن نوصل لهذه المرحلة اللي هي كيف نغرس هذه الفكرة في أذهان الناس وبعد ذلك ننتقل لمسألة أن نحن نغير النظام نقنعهم بأنه نحن كيف نغير النظام أو نسقط النظام»!
من الواضح أن الحوار كان عن مراحل إسقاط النظام من قائد ورشة العمل!
أما الناشطة ليلى النهدي، وأيضا خلال ورشة عمل، حيث ظهرت على أنها المتحدثة نيابة عن فريقها في وصف مشروعهم على الإنترنت، والذي ربما كان حملة إعلامية، والموضوع الذي اختارته هو سجناء الرأي، لن أذكر ما قالته بالضبط يمكن الرجوع إلى المقطع، ولكن هنا سأذكر كلمات استخدمتها «أحد المعتقلين، أهالي المعتقلين نفسهم»! وفي دورة إعداد القادة في تركيا كان مشروعها «إعداد الجيش الإسلامي». ولنركّز على كلمات استخدمتها هنا «منظمة، سرية تامة، وجود فريق استخبارات»، هذا إضافة إلى ما كتبته على موقعها في تويتر!، الذي يحيرني هنا هو التالي: هل اختارت موضوعها أم تم اختياره لها، وهي كانت فقط تعالج كتدريب حالة افتراضية؟ هل التغريدات التي نسبت إليها أصلية أم مفبركة؟ إن كان مرّ عليها الموضوع الأول في مؤتمر قطر، كيف مرّ عليها موضوع مؤتمر تركيا؟!
نعود إلى حيرتي، هل عادة في مؤتمرات إعداد القادة لبناء المستقبل، تكون هنالك ورشات عمل يتم فيها تداول المواضيع، كالتي تعرضت لها ليلى وآلاء؟ لماذا يتم اختيار أو التركيز على الشباب الواعد؟ والذي حيّرني فعلا؛ مؤتمرات حضرها آلاف الشباب تحت مسمى تطوير وبناء وعمل تطوعي، وما شابه، ألم يلاحظ أحد أن كان هنالك شخصيات عليها علامات استفهام؟! ألم يلاحظ أحد، إن كانت هنالك كلمات حقّ يراد بها باطل؟ ألم يلاحظ أحد إن كان يُدس السمُّ في العسل؟ كيف سلّمنا شبابنا؛ مستقبل الوطن بهذه السهولة؟!