استبعد مدرب الأهلي السابق، السويسري كريستيان جروس، عودته إلى التدريب في موطنه، مفضلا قبول مغامرة جديدة في منطقة الخليج، مبينا في حوار مطول مع صحيفة «إن زد أم سونتاج» السويسرية، ارتياحه لتجربته في السعودية التي وُجِد فيها منذ 2014، وتطرق جروس «62 عاما» إلى تجربته الشخصية التي أثرتها 3 أعوام قضاها مدربا للأهلي، وتعايش خلالها مع ثقافة وحياة جديدتين في جدة والسعودية.



أجواء رائعة

 60 ألف مقعد بملعب مدينة الملك عبدالله في جدة، حيث يلعب فريقك، هل تفتقد شيئا ما في هذا الملعب الضخم؟

- هناك مباريات تنفد تذاكرها بالكامل، كما يحدث أمام الاتحاد المنافس التقليدي في المدينة، وتلك التي نواجه فيها أندية الرياض، مما يخلق أجواء رائعة، وبالطبع هناك مباريات أيضا تحظى بحضور أقل ربما يتجاوز ثلث سعة الملعب فقط.



 هل أغلقت ملف العودة إلى الدوري السويسري؟

- نعم، ولو كانت هناك عودة لي إلى كرة القدم الأوروبية، فلن تكون سويسرا وجهتي، أو سأتوجه إلى مكان آخر في منطقة الخليج. هذا أمر بإمكاني تخيل حدوثه، خاصة أن زوجتي حاليا تأقلمت مع هذا الوضع بشكل أفضل. العمل مع شبان يافعين يمنحني كثيرا، وما يزال علي التعامل مع النتائج السلبية، وغالبا ما يتم هذا بمفردي.



 الحياة الاجتماعية تختلف كثيرا عن نظيرتها في أوروبا، هل نستطيع القول إنك اعتدت على ذلك بعد 3 سنوات من العمل في السعودية؟

- كنت أعيش في مجمع سكني، وبالتالي لا أواجه الكثير غالبا، مع هذا لا بد من القول إنني لا أتواصل كثيرا مع الناس في حياتي اليومية، تلقيت ولبيت دعوات عدة لحضور حفلات زفاف، حيث يتواجد الرجال فيما بينهم، وكذلك النساء. هذه هي التقاليد هنا، وتعايشت معها باحترام.



 الأوروبيون عرفوا أنهم أكثر قلقا في التعامل مع الأشياء المتعلقة بالثقافات الأجنبية، وتحديدا العربية والإسلامية، وهو أمر يبدأ منذ لحظة وصول أحدهم إلى مطار ذلك البلد؟

- الحياة في السعودية أثرت تجربتي، تعرفت على ثقافة أخرى، والتقيت أشخاصا متعلقين بشدة بدينهم، ويعيشون بأسلوب مختلف نسبيا عن طريقتنا في أوروبا. ومن الأفضل أن نتعلم كيفية الحكم على الناس، وهنا تعلمت ولمست كم هو رائع هذا العالم، تطير من مكان وتحط في عالم آخر، وهذا ما لا أريد أن أفوّته.



احترام

 يصادف قبل وقت قصير من انطلاق مباريات الأهلي، عرض شاشات الملعب صورا مباشرة من مكة، ويسمع الأذان للصلاة عبر مكبرات الصوت في الملعب؟

- تستطيع من خلال هذا وبسرعة أن ترى كيفية ارتباط المسلمين القوي بدينهم، ليس لدي فكرة عن هذا السلوك، وأحيانا أود معرفته. أناقش مثل هذه الأمور عن كثب مع اللاعبين، ولديهم عبارة شائعة يرددونها دائما وهي «إن شاء الله» وتعني كل شيء على ما يرام، وطالما يريده الله سيكون جيدا. يؤذن للصلاة 5 مرات في اليوم، ويصاحبها تركيز عال، ولا أحد إطلاقا يرغب في أي إزعاج خلالها.



 إلى أي مدى تحدد أوقات الصلاة برنامج اللاعب اليومي؟

- يحدث أننا نقطع التدريب لبضع دقائق خلال أوقات الصلاة. وأخبرت اللاعبين أن هذا جيد ولا يضايقني، وأضيف مع هذا عبارة «إن شاء الله». هذا ضروري.



عاشق الأهلي

 في بازل، كنت مقربا من رئيس النادي «جيجي أويري»، هل لديك تواصل مماثل مع الأمير خالد بن عبدالله؟

- هذا أمر مهم بالنسبة لي، عندما أوقّع عقدا أرغب في الاطلاع على كل الأمور والتفاعل مع مجرياتها حتى خارج شؤون النادي، وهذا تضمن زيارتي مرات عدة للمنطقة التاريخية في جدة القديمة. وبالنسبة للأمير خالد، هناك زيارات استثنائية كل بضعة أشهر. إنه عاشق لكرة القدم، وكنت ألتقيه في منزله معظم الأحيان، ونتناول الطعام.



 ما مقدار ما يتحصل عليه لاعبو الأهلي؟

- رواتب الجميع خالية من الضرائب، عندما أغادر إلى سويسرا، أتلقى راتبي الشهري باليورو، وهذا يتسبب في خسارة بعض منه، لكن النادي يتولى هذا الأمر، بالنسبة للاعبين فهم يحصلون ما بين 500 ألف إلى 2 مليون فرنك سويسري «1.944 - 7.778 ملايين ريال سعودي تقريبا».



التعامل مع الواقع

 متى سيشعر جروس بالملل من كرة القدم ويعلن التقاعد؟

- أتطلع إلى خوض مغامرة وأمر جديد ومثير، وسأواصل لأكون جزءا من صناعة الترفيه عبر كرة القدم، دائما ما تجد أشخاصا يرون أنك لا تقوم بعملك جيدا، وهذا يدفعك إلى تحسين الصفاء الذهني والراحة النفسية، ودونهما لا يمكنك العمل.