كشف المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون العميد أيوب حجاب بن نحيت لـ»الوطن»، عن تطبيق دراسات اجتماعية ونفسية لكل نزلاء الإصلاحيات بعد إيجاد إصلاحيات نموذجية متكاملة بجميع خدماتها، خلال الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي بمشاركة طبيب الأمراض النفسية وبعض المختصين، لتقييم حالته وتشخيصها وإيجاد الحلول لمشكلاته، ووضع البرنامج العلاجي الذي يتوافق مع ظروف كل حالة وإمكاناتها وما يطرأ عليها من تحسن أو انتكاس، وتقديم التوصيات اللازمة، بما يحقق الاستقرار النفسي والتكيف الاجتماعي ليتعلم كيفية التعامل مع مشاعره وأفكاره وأحاسيسه، خلال برامج علاجية، بما يمكن من تقديم تقرير مفصل عند الحاجة لذلك، لإحالته للجهات الصحية والاجتماعية كمستشفيات الأمل والصحة النفسية ولجان تراحم، لتحديد البرامج التي يحتاجها بعد الإفراج.


مدمنو المخدرات

قال ابن نحيت، إن النزلاء المدمنين على تعاطي المخدرات يتم استهدافهم من مركز إشراقة للتأهيل والرعاية المستمرة، وإخضاع المدمنين من عمر 18 -35 عاما لبرامج تهدف إلى إعادتهم إلى المجتمع صالحين متعافين من المخدرات، مؤكدا أن المركز يهدف إلى تعافي النزلاء من الإدمان وتعزيز الصحة النفسية، وإكسابهم الثقة بالنفس وتكوين علاقات اجتماعية صحية، واستبدال السلوكيات الخاطئة بسلوكيات صحيحة، وتأهيل النزلاء لحياة بعيدة عن الانحرافات والعلل الاجتماعية، مشيرا إلى أنه سيتم تعميم تجربة البرنامج في سجون وإصلاحيات المدن الرئيسية.


9 أشهر علاجية

بيّن ابن نحيت أن كل مدة علاجية تستغرق 9 أشهر، قد تزيد أو تنقص، حسب تقدير المعالجين، بحيث تقسم إلى 3 مراحل، مدة كل مرحلة 3 أشهر، تركز المرحلة الأولى على البرامج العلاجية، والمرحلة الثانية يتم فيها تقديم الأنشطة التأهيلية والمهنية، أما المرحلة الثالثة فتركز على إعداد النزيل للالتحاق بالمجتمع الخارجي بعد إطلاقه، والمركز يحرص على إلحاق النزيل المدمن الراغب في التعافي فقط.


تأهيل المدمنين

أشار ابن نحيت إلى أن نزلاء إصلاحيات وسجون المملكة يلقون كثيرا من أنواع الرعاية والتأهيل المختلفة عن طريق الجهات المختصة، إذ أصبحت المعاملة العقابية هدفا يركز بالدرجة الأولى على تعديل السلوك المنحرف للنزلاء، خلال برنامج خاص للرعاية والتأهيل، يركز على تشخيص وعلاج النزعة الانحرافية لدى النزلاء، خاصة المدانين منهم بقضايا تتعلق بتعاطي المخدرات، لتأهيلهم وإعادة توافقهم النفسي والاجتماعي، وإشراك المؤسسات الحكومية والأهلية لتحقيق رعاية شاملة للنزلاء، والاهتمام بإصلاحهم وتأهيلهم، وتحقيق رسالة السجن الوقائية والعلاجية بشكل متكامل، وذلك بتوفير جميع أنواع وأساليب الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والتثقيفية، وشمول من لديه أسرة بالمعونة والرعاية.


العلاج النموذجي

أوضح ابن نحيت أن العناية التي يتلقاها النزيل تشمل مختلف نواحي شخصيته، إذ ترتكز المعالجة والتأهيل على نزع بذور الانحراف من نفس وعقل النزيل، وصولا إلى تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في عودته فردا سليما، خلال تنفيذ كثير من البرامج الإصلاحية والتأهيلية التي تهدف إلى إعادة فكره إلى الاستقرار والاعتدال، والمركز حاليا عبارة عن جناح بإقامة دائمة للنزلاء المتعافين، ويقوم على فلسفة المراكز العلاجية النموذجية، ويمثل الجناح مجتمعا مصغرا مثاليا يتعلم فيه النزيل تقدير المسؤولية والمشاركة الفاعلة، ويتدرب فيه على التفاعل المناسب مع بقية النزلاء، ويشارك في العناية وتحمل أعباء ومسؤولية الجناح.

ويقوم المختصون في المركز بعمل اختبار نفسي واجتماعي للنزيل قبل الدخول إلى جناح طالبي التعافي، إلى جانب تحليل الدم المفاجئ بشكل مستمر، والمركز بالتالي يعتمد على العلاج النفسي والاجتماعي بحيث لا يتم استخدام العلاج الطبي والدوائي، بل يعتمد على علاج النزيل نفسيا واجتماعيا، خاصة «العلاج المعرفي السلوكي» في التعافي، وهي من الطرق الحديثة لعلاج المدمن التي أعطت نتائج إيجابية، والجلسات الفردية والإرشاد الديني والخطط المعتمدة على التعافي من الإدمان.


متابعة مستمرة

أكد ابن نحيت أن أهم جانب في هذه الجوانب العلاجية، هو تغيير فكر النزيل عن التعاطي وإدمان المخدرات، وتتم عادة استهداف من شارف على الانتهاء من محكوميته، ومتابعته فور خروجه، وهو أمر مهم بالنسبة للمركز، فالبيئة الداخلية محمية، ولكن البيئة الخارجية تعتمد على النزيل الذي يتواصل مع الاختصاصيين خلال فترة خروجه، إذ إن النزيل المتعافي بعد إنهاء مدة العلاج يتخرج عادة من المركز وهو حاصل على الوظيفة مباشرة في معظم الأحيان، عن طريق تعاقد السجون مع جهات داعمة ورجال أعمال لتوظيف خريجي «إشراقة».