فيما أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة أن النصف الأول من عام 2017 كان ثاني أكثر نصف حرارة على الإطلاق. كشف خبير في الطقس أن المملكة مقبلة على أشد فترات الصيف حرارة ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري، وبالتحديد بدخول موسم «المرزم» الذي يستمر 13 يوما.


 شدة الحرارة

قال خبير الطقس والظواهر المناخية شبيب الحربش لـ «الوطن»، إن «المملكة مقبلة على أشد فترات الصيف حرارة ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري بدخول موسم «المرزم» الذي يستمر 13 يوما تبدأ من السادس من ذي القعدة»، مشيرا إلى أنه أشد فترات فصل الصيف من حيث الحرارة. وأضاف أن «درجات الحرارة قد تصل إلى 50 درجة مئوية تحت الظل، خلال الأسبوعين المقبلين على منطقتي الشرقية والوسطى، وهناك تحسن تدريجي لأجواء المصايف مرتفعات عسير، والباحة، ومكة المكرمة، مع احتمالية هطول أمطار غزيرة عليها في الأسابيع الثلاثة المقبلة». وأبان الحربش أن «موسم الكليبين يأتي بعد المرزم، ويبدأ من 19 من ذي القعدة حتى غرة ذي الحجة المقبل، ويستمر 13 يوما أخرى، ليأتي بعدهما موسم سهيل الذي يستمر 53 يوما، معلنا نهاية فصل الصيف».


حر أغسطس

أوضح الباحث في الظواهر المناخية وأثرها في دورة المناخ، عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة زياد الجهني لـ «الوطن»، أن «درجات الحرارة سترتفع بشكل كبير خلال الأسبوع الجاري على المناطق الشرقية، والشمالية الشرقية، والوسطى، وقد تصل إلى 50 درجة، وتستمر موجات الحر بشكل متتابع في شهر أغسطس، مع تحسن فرص الأمطار على مرتفعات مناطق عسير، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتبوك، ما بعد منتصف أغسطس المقبل، وتستمر حتى الثلث الأول من سبتمبر خلال فترة الحج». وحول المسميات المميزة للحالات الجوية للفترة المقبلة، بين الجهني، أنه «لا توجد أي حالة مميزة خلال الأسبوعين المقبلين»، متوقعا نشاط حالة مميزة بعد منتصف أغسطس على الجزء الجنوبي الغربي والغربي من المملكة. وحول توقعات درجات الحرارة خلال الـ 40 يوما المقبلة، أكد المتحدث الرسمي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، أن «المقاييس العالمية للدرجات المناخية تتوقع لمدة 5 أيام فقط، مع تحديثها بشكل مستمر، ولا تتنبأ بأكثر من ذلك».


الغازات الدفيئة

ذكر تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أن «ظاهرة النينو انتهت قبل أكثر من سنة، ولكن لا تزال درجات حرارة الكرة الأرضية مرتفعة، محملةً بمستويات قياسية من الغازات الدفيئة».

وأضاف أن «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أعلنت أن النصف الأول من عام 2017 كان ثاني أكثر نصف حرارةً على الإطلاق، وهو النصف الثاني بعد عام 2016 الذي احتل المرتبة الأولى، وسجلات درجات حرارة الكرة الأرضية تعود إلى تاريخ 1880».

وكشف التقرير أن «درجات حرارة 2017 تراجعت عن درجات حرارة 2016، وكان هذا متوقعا بسبب عدم وجود ظاهرة النينو، فأثناء حدوث النينو ارتفعت آنذاك حرارة المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ المداري، وبعض هذه الحرارة انتشرت في الغلاف الجوي، وهذا ما زاد من درجات الحرارة»، مشيرا إلى أن ظاهرة النينو التي انتهت في 2016 كانت الأشد حرارةً في التاريخ.

وأبان أن «درجات الحرارة المرتفعة في السنوات الأخيرة كانت بسبب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وذلك بسبب الأنشطة البشرية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وهو ما دفع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى الإعلان عن مؤشرها في تعقب الغازات الدفيئة، حيث ارتفع بنسبة 40% منذ عام 1990».

وقال مدير قسم المتابعة العالمية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. جيمس بتلر إن «الغازات الدفيئة المتزايدة مستمرة في حبس المزيد والمزيد من حرارة الشمس في الأرض».