يستحدث مشروع الفيصلية جنوب مدينة جدة أكثر من مليون وظيفة في مجالات متنوعة تقنية وتعليمية وصحية وخدمية، إضافة إلى استقطابه لنحو 10 ملايين زائر بما يوفره من خدمات سياحية متطورة ونوعية لزوار المنطقة بما في ذلك الحجاج والمعتمرون.

وكشف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمس عن تفاصيل مشروع الفيصلية الذي اطلع عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مطلع الأسبوع الماضي، موضحاً أن المشروع امتدادٌ لمدينة مكة المكرمة، ويبدأ من الحد الشرعي لعاصمة المقدسة، وينتهي في الشاطئ الغربي لمكة، ويقع على مساحة 2450 كلم2.


قال الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحفي بمقر الإمارة بجدة أمس بحضور نائب أمير المنطقة الأمير عبدالله بن بندر، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد «المشروع لا يزال في بدايته، وخير بداية له ما تم مطلع الأسبوع الماضي عندما قدمنا لخادم الحرمين نبذه تفصيلية عنه، حيث اطلع عليه وناقش تفاصيله وأمر بوضع الدراسات النهائية له والسماح للقطاع الخاص بالمشاركة في تنفيذه»، لافتا إلى أن الفيصلية امتداد لمكة المكرمة وليس مدينة جديدة، إذ يبدأ من الحد الشرعي للعاصمة المقدسة، وينتهي بالشاطئ الغربي لمكة».


رفع الفيصل الشكر لله على ما أنعم به على المملكة، ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على موافقته على المشروع، كذلك قدم الشكر لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان على دعمه الكبير للمشروع ووعده بالمؤازرة حتى الانتهاء من تنفيذه، وقال «الشكر لقيادة هذا الوطن العظيم والشعب الكريم الذي يقف دائما مع دولته ومع قيادته بشكل استثنائي في وجه كل أزمة، وذلك بتوفيق الله أولا ثم بحكمة القيادة،  فشكرا لكم من الأعماق».

وأبان أن المشروع يحوي العديد من العناصر، إذ يضم عدة مرافق تتمثل في مركز إدارة، يضم جميع الإدارات العامة بالمنطقة في مكان واحد، ومن بينها مقر إمارة منطقة مكة المكرمة، ومركز إسلامي لجميع المنظمات والمؤسسات الإسلامية، كما سيتم إنشاء مركز أبحاث إسلامي ومراكز للاجتماعات والندوات والمؤتمرات، مضيفا أن الفيصلية ستضم إلى جانب ذلك مساكن وأسواقا ومناطق للترفيه والتعليم والصحة، وسيتم توزيعها بشكل علمي ومدروس على أرض المشروع.

وأوضح أن المشروع سيضم كذلك مرافق للقطاعات الزراعية والصناعية، ومطاراً خاصا يتبع مطار الملك عبدالعزيز وميناء بحريا يتبع ميناء جدة الإسلامي، مؤكدا أن إدارة خاصة ستتولى إدارة المشروع تحت إشراف هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، إلى جانب مندوب من صندوق الاستثمارات السعودية يكون بمثابة همزة وصل بين المشروع وهيئة تطوير المنطقة.


لفت الأمير خالد الفيصل إلى أنه سيتم البدء الفوري في الاجتماعات والندوات المفتوحة مع القطاع الخاص لتبادل الخبرات وإنهاء الدراسات المتعلقة بالمشروع، ووضع خطط التنفيذ التي ستكون مرنة وقابلة للتعديل، داعيا القطاع الخاص إلى المساهمة فيه، مشيرا إلى أنه ستتم أيضا الاستعانة بشركات عالمية وإسلامية.

وعن عودة ملكية موقع المشروع للدولة أو تداخله مع ملكيات خاصة أكد الفيصل وجود أراض مملوكة للأفراد، وستدخل في التخطيط العام، وسيكون الخيار متروكا لأصحابها لتنفيذه على أراضيهم بأنفسهم، إن رغبوا، أو الدخول عن طريق الشراكات، أو يأخذوا أرضا بديلة لأراضيهم خارجه.

وأشار إلى أنه لا توجد تكلفة تقديرية مبدئية، وهو أمر متروك لتقدير الدراسات التنفيذية للمشروع، وأنه حتى الآن لا توجد دراسات تنفيذية كاملة، مشيراً إلى أن صندوق الاستثمارات العامة هو الداعم الرئيس لهذا المشروع، لافتاً إلى أن مشاركة الحكومة ستكون بتقديم معظم الأراضي.

وأضاف أن المشروع سيعتمد في تأمين مصادر المياه والطاقة على ذاته دون المساس بمصادر المياه في جدة أو غيرها، مؤكدا على أنه من المخطط أن ينتهي من مراحله السبع بحلول 2050، كما لم يحدد بعد موعد البدء والانتهاء من المرحلة الأولى، ومتروك بحسب الظروف والنمو المستقبلي.

وأوضح الفيصل أن مسألة الاكتتاب من صالح الشركات المستثمرة في المشروع، كما أنه من المتوقع أن تكون الشركات المشاركة مطروحة للاكتتاب، مشيرا إلى أنه من المتوقع إطلاق حملات تسويقية مستقبلية للمشروع للشركات الدولية المحلية لضمان دخولها السوق.


مشروع الفيصلية

يمثل مشروع تطوير الفيصلية نقلة تنموية هامة في مسيرة الوطن نحو تنويع الاقتصاد وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص في تطوير المشاريع الريادية، وذلك لتحقيق رؤية المملكة 2030، ويتميز المشروع بمجموعة من العوامل تساعد في مسيرة النهضة والبناء والتنمية والتطوير.


التميز الجغرافي الاستراتيجي



  •   يعد الموقع الجغرافي للمملكة التي تقع في ملتقى ثلاث قارات نقطة استراتيجية تجارية، وقاعدة إقليمية هامة للاستثمارات وتكوين الشركات الذكية الناجحة.

  •   يقع مشروع الفيصلية في الجهة الغربية لمدينة مكة المكرمة ويربط بين مدينتي مكة وجدة

  •   يعتبر في العاصمة الإدارية لمنطقة مكة المكرمة ومحور ملتقى مناسب للخدمات البينية والتنمية الحضرية بالمدن الرئيسية في المنطقة.

  •   يغطي النطاق الجغرافي للمشروع حدود الشعيبة بمكة المكرمة وتبلغ مساحته 2,450كلم2.

  •   يحد من الشمال طريق مكة جدة السريع، ومن الجنوب والغرب محافظة الليث والواجهة البحرية لمركز الشعيبة، ومن الشرق مركز البيضاء، ومن الشمال الشرقي حدود منطقة الحرم المكي.


التميز الاقتصادي والاستثماري



  •   تعتمد استراتيجية التنمية في المشروع على تنويع الاقتصاد وتخفيف الاعتماد على قطاع النفط والغاز، وذلك عن طريق إدخال نظام بيئي مكون من مجموعات مختلفة لتحفيز التطوير في المنطقة.

  •   يحقق موقع مشروع الفيصلية الاستراتيجي فرصا اقتصادية جديدة ومتطورة تفتح آفاقا رحبة للتنمية تتوافق مع التقدم التقني وتنوع مجالات الاستثمار التي أثبتت نجاحها في مناطق التنمية الناشئة عالميا.

  •   تم التأكيد على الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في الاستثمار الاقتصادي المتنوع مثل سنغافورة وإقليم إسكندر ومدينة بتراجايا بماليزيا ومشاريع التنمية المعتمدة على الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة وغيرها من المشاريع الناجحة عالميا.

  •   روعي في تصميم مشروع الفيصلية التركيز على خلق المحفزات الاقتصادية للتنمية في جميع مناطق المشروع، وذلك لخلق فرص وظيفية واستثمارات اقتصادية ناجحة ومستدامة تعمل على تحفيز السوق العقاري كخدمة أساسية مكملة لعملية التطوير.

  •   يستقطب المشروع العديد من المجموعات الاقتصادية التي تحقق قيمة مضافة لا تقل عن ضعفي قيمة الاستثمار، وقد تصل إلى أربعة أضعاف مثل السياحة والتعليم والصحة والنقل والتخزين.

  •   يحتوي المشروع على مناطق الاستثمارات العامة والخاصة لتحفيز نمو المشروع (مجمع إسلامي فقهي، شارع محوري، المقرات الحكومية، الحي الدبلوماسي، المركز الحضاري، الأعمال والتجارة، التسوق والبيع بالتجزئة، رصيف للقوارب، مساكن مطلة على البحر).


 التميز الإسكاني



  •    سيكون المشروع فرصة لتخفيف الضغط السكاني على مدينتي مكة وجدة خلال السنوات الـ25 القادمة.

  •   يعطي المشروع فرصة مناسبة لتوفير السكن الاقتصادي لما لا يقل عن 700 ألف أسرة أو ما يعادل 70% بالمئة من عدد الوحدات السكنية الجديدة بما يقارب 995,000 وحدة سكنية في المشروع، حيث يصل عدد السكان عام 2050 نحو 5.6 ملايين نسمة.

  •    يقدم برنامج تحويل القرى طريقة مبتكرة ومستدامة لتحويل المجتمعات القروية إلى أحياء مناسبة للمعيشة عن طريق إعادة تنشيط القرى القائمة، وتحسين ظروف الحياة فيها، وذلك من خلال إشراك المجتمعات المحلية لضمان استدامتها على المدى الطويل، وتحسينها بشكلٍ مستمر.

  •    التركيز على السكن الاقتصادي يعطي المشروع ميزة أساسية، فمشاريع المدن الجديدة أو المدن الاقتصادية ركزت على التطوير العقاري كمحرك للتنمية، وهذا كان سبباً رئيسياً في تأخر تحقيقها للأهداف.


 التميز في المواصلات والنقل



  •   يوفر نظام النقل متعدد الوسائط ربطاً فعالاً على الصعيدين الإقليمي والمحلي، وذلك عن طريق:

  •   تنفيذ مطار إقليمي (مطار للشحن مع مرافق لوجيستية).

  •   ميناء فرعي مزود بتجهيزات مساندة للموانئ المجاورة (سفن سياحية، يخوت ضخمة، ويخوت وقوارب صغيرة، تاكسي مائي).

  •   أنماط متعددة للنقل (قطار ركاب، قطار شحن، مترو أنفاق، ترام/ حافلة سريعة، حافلة فرعية).

  •   سيتم تنفيذ المحطات متعددة الوسائط تتضمن استخدام وسيلتين أو أكثر في الرحلة الواحدة، وغالبًا ما يستخدم الانتقال متعدد الوسائط لدمج نقاط القوة (وتعويض نقاط الضعف) بالنسبة لمختلف وسائل النقل.

  •   تعتبر التنمية الموجهة للنقل هي أحد أنواع التنمية المجتمعية التي تتضمن مزيجًا من أنواع الإسكان، والمكاتب، وتجارة التجزئة، والمرافق الأخرى التي يتم دمجها معًا في حي سكني يمكن السير فيه، ويقع في مكان يمكن أن تصل إليه المواصلات العامة عالية الجودة بسهولة.

  •   ينمي المشروع قطاع الطيران من خلال خط جوي جديد سيتم إنشاؤه بقرار تاريخي لفتح سوق داخلي.


 التميز الاجتماعي



  •   استحداث أكثر من مليون وظيفة في مجالات متنوعة تقنية وتعليمية وصحية وخدمية لسكان وزائري المشروع.

  •   إنشاء منطقة ترفيهية تكون نقطة جذب لجميع شرائح المجتمع، ليس فقط للمنطقة وسكانها، بل أيضاً لسكان المملكة بشكل عام وزوارها تكاملاً مع ما تم إعلانه في رؤية المملكة 2030 بإذن الله تعالى.

  •   يدعم مشروع الفيصلية الهدف الوطني المتمثل في خلق مجتمعات ذات مستوى عالمي عن طريق توفير (الاستقرار والمرونة، الرعاية الصحية، الثقافة والبيئة، التعليم، البنية التحتية).


التميز التنموي

   يعتمد المشروع على التنمية المرحلية لجميع مكوناته الاقتصادية، وذلك لضمان نجاح المشاريع قبل ضخ الكثير من الأموال ورفع مستوى المخاطر المالية للمشروع. حيث تضمنت التنمية المرحلية تقييم ومراجعة خطط التطوير قبل التوسع في مجالات الاستثمار.

   يعتبر مشروع الفيصلية مكملاً لخطط التنمية والتطوير الوطنية في مدينتي مكة المكرمة وجدة وليس منافسا لهما لضمان تكامل عملية التنمية الإقليمية لمكة المكرمة.

   ستمكن التنمية المرحلية للمشروع من تبني الأفكار التنموية الجديدة والتي ستنشأ لاحقاً نتيجة التسارع التقني الذي نشهده اليوم وإعادة توجيه مسار لتنمية للبرامج الجديدة.

   تم الاعتماد في التصميم على نظام مخصص لاستخدامات الأراضي يتميز بالمرونة والقابلية للتعديل (بنية تحتية، مناطق خضراء، تجاري، صناعي، نقل، منطقة خاصة،زراعي، حكومي، تعليم، صحة، مناطق استعمالات متعددة).

   تمت مراعاة المحتوى البيئي والمناطق المحيطة في تخطيط وتصميم المشروع، ويبدأ التطوير من المراكز الرئيسية والنقاط المحورية كالتالي:


المراكز الرئيسية

 



  •   مركز مشروع الفيصلية

  •   مركز إسلامي، منطقة ترفيهية، إداري وثقافي، المركز الإداري، مركز الأعمال التجارية، الحي الدبلوماسي


  المركز المحلي 1

مركز خدمات الحج والعمرة في مكة – جدة، الخدمات اللوجيستية والتجارة

المركز المحلي 2

البوابة الشمالية لمشروع الفيصلية، مركز تجارة وأعمال لدعم الأنشطة الصناعية الشمالية

المركز المحلي 3

(البوابة الجنوبية لمشروع الفيصلية، مركز خدمات محلي للمحور اللوجيستي– المطار والميناء، ومنطقة التجارة الحرة، والميناء الداخلي)


 مراكز الأحياء



  •  مراكز أحياء تخدم السكان المحليين، وتوفر فرص عمل محلية

  •  المراكز المتخصصة: مراكز متخصصة تقدم مختلف الخدمات للسكان المحليين، وليست محدودة بمناطق التجمع المحلية، ولكنها تستهدف شرائح متنوعة في السوق المراكز الترفيهية

  •  مناطق مخصصة للترفيه

     


التميز الذكي والمستدام



  •   يحتضن المشروع مجتمعات ذكية في مختلف المجالات: اقتصاد ذكي (ريادة الأعمال والابتكارات العالمية)، تواصل ذكي (شبكة نقل متميزة ومتوافقة مع أنظمة تقنية المعلومات والاتصالات)، معيشة ذكية (بيئة حضرية صحية وآمنة ونابضة بالحياة)، بيئة ذكية (نظام طاقة صديق للبيئة وتخطيط فعال للمشروع)، حوكمة ذكية (إدارة شفافة وبيانات مفتوحة، واستخدام ذكي للتقنية)، مجتمع ذكي (تعليم جيد، وفرص للمشاركة في صنع القرار وتحقيق الطموحات).

  •   يستهدف المشروع إنتاج 9.5 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة، وذلك لتلبية الازدياد في الطلب المحلي على استهلاك الطاقة، والمتوقع أن يصل إلى 18 جيجاوات، أي ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030.

  •   سيتمكن المشروع من استقطاب حوالي 10 ملايين زائر بما يوفره من خدمات سياحية متطورة ونوعية لزوار المنطقة، بما في ذلك الحجاج والمعتمرون.