لست أهلاوياً ولا زملكاوياً ولكنني معجب بالمؤسسة الأهلاوية القاهرية، وأتمنى وجود مثلها في الرياضة السعودية، اتحاد جدة كان قريبا من أهلي القاهرة كمؤسسة مدنية شعبية، والهلال مقارنة بمنافسه الكروي النصر يعتبر متقدما في هذا المجال، وبالتحديد منذ أن تولى قيادته مجموعة من الأمراء الشباب برئاسة الراحل عبدالله بن سعد الذين حوّلوا الفكر الفردي الهلالي للتاريخ فأصبح مجرد بداية مرحلية.

أتحدث عن الطموح المؤسساتي وليس الفني، لذلك كان ولا يزال طموح النصراويين الذين يؤمنون بالمجتمع المدني اللحاق بركب العصر من خلال العمل المؤسساتي، ولعل الخصخصة تحقق لهم هذا الطموح الحضاري.

الأمر يعتمد على من سيملك النادي فقد يزيده فرديةً تنتهي بفشله كمشروع استثماري أو يقوده بالحوكمة التي ستؤدي إلى نجاحه الاقتصادي.

الأهلي فوق الجميع شعار الأهلي المصري فوق بوابته، وهو كذلك في الهلال وإن لم يُعلّقه على مدخله، وكان في الاتحاد قبل أن تعصف به الثنائية.

أما الطموح الفني فإن الهلال السعودي هو الأقرب للأهلي المصري قياساً بفارق العمر بين الناديين (1907-1957).

الهلاليون يعتبرون عدم فوزهم بالدوري دليل خلل بعملهم، ويسعون للوقوف عليه ومحاولة علاجه ولذلك لا يطول ابتعادهم عن اللقب، بينما رفع النصراويون منذ 2004 شعار (لا تعلوا الطموح)، وكان من المنتظر أن يخرجهم فوزهم باللقب موسمي (2014 و 2015) من هذه المرحلة إلى الطموح القاري والعالمي أو على الأقل عدم الابتعاد عن الدوري المحلي، غير أنهم عادوا لمقولة: (لا تعلوا الطموح فتضغطوا على الإدارة وتحرضوا الجماهير ضدها) فأصبحت التعاقدات ضمن بطولاتهم والرخصة الآسيوية بين طموحاتهم بل إن صرف راتبين من أحد عشر والتجديد لبرونو وإعادة عوض خميس إنجازات إدارية!

بين الأهلي المصري والأندية السعودية فارق مدني وبين الهلال والفرق السعودية فارق طموحي.