الشيء الوحيد الذي استفدناه من أزمة القدس الأخيرة، أنها أعادت إلى الواجهة الرئيسية للمشهد العربي بالتحديد، وجه فلسطين الذي نسيناه.

الشيء الجميل الآخر، أنه برغم ضخامة الأحداث العربية، من العراق إلى سورية إلى مصر إلى اليمن، وبالرغم من حركة الكاميرا الإعلامية العربية على دائرة الصراع الخليجي - القطري، إلاّ أن مجرد إغلاق باب واحد من أبواب المسجد الأقصى في وجه الفلسطينيين، ومنعهم من الصلاة في مسجد القضية واليقين الوجودي، جذب حركة الكاميرا الإعلامية العربية إلى فلسطين، وفلسطين فقط.

من نافل الكلام، أن نقول أننا نتمنى كعرب ومسلمين، أن تظل قضية فلسطين هي الأولى بالنسبة لنا، والأعلى بالنسبة لسُلّم أولوياتنا في الاهتمام، والاغتمام.

لقد عادت وجوه كدنا ننساها، أو نسيناها بالفعل، وعادت أسماء لفصائل المقاومة الفلسطينية، كادت أن تلتهمها سلّة النسيان، وعدنا بهذه العودة، كلنا، إلى القضية التي تهتز لها الدنيا بأكملها، وتصرخ، وتتكلم في المكروفونات، وتكتب، وتحمل حجراً في اليد، وفي الضمير.

عادت الدماء الفلسطينية إلى الجسد الفلسطيني الذي كان نصف نائم، وإلى الروح الفلسطينية التي لا تنام، بل وصار كل الدم العربي، من محيطه إلى خليجه، يترقب، ويتوثب، في وجه هذا الطغيان اليهودي غير الجديد، وكأنما الكلّ يقول ويكرر مع محمود درويش:

«سقطت ذراعُك فالتقطها

وسقطتُ قربك فالتقطني

واضرب عدوّك بي

فأنت الآن حُرّ

حاصر حصارك..

لا مفرّ».