أكد باحث الآثار مساعد رئيس التنقيب لفريق جُرش الأثري بمنطقة عسير عبدالعزيز الحنو في حديث لـ«الوطن» أن الفريق عثر أول من أمس على نقش إسلامي يتكون من أربعة أسطر كتبت بالخط الكوفي، وأنه من الممكن أن يؤرخ إلى القرن الثالث الهجري، غير أنه من المبكر معرفة ما إذا كانت هناك نقوش أكثر أهمية ضمن حدود الحصن، الذي يقع في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير.


موقع كبير

بين رئيس فريق التنقيب عبدالعزيز اليحيى، أنه لا وجود لتماثيل في الفترة ما قبل الإسلام حتى الآن، وأن الموقع كبير جدا ويحتاج لمواسم عدة لسبر أغواره، وأنهم يعملون بمنهجية واحدة بدءا من الموسم الأول وحتى ختام الموسم التاسع أول من أمس، حيث عمل 20 عاملا خلال شهر، منهم 6 أخصائيون في الآثار، وأن مجال عملهم كان شمال الجامع بـ200 متر، وإبراز السور الشمالي 150 مترا، وأن بعض الأحجار الموجود في السور أكبر حجما من الأحجار التي بنيت بها أهرامات مصر.

ولفت اليحيى إلى أن الفرق اكتشفت أجزاء كبيرة من حصن جرش الأثري ذي الجدران ذات الصخور المشذبة وكبيرة الحجم، والتي تتشابه مع موقع الأخدود بنجران في ضخامة جدرانه وأسلوب بنائه، والذي يعود لفترة ما قبل الإسلام، ووجد على إحدى صخوره رسم منفذ بالحفر البارز لأسد ينقض على ثور، وكتب تحته بالخط المسند عبارة «ثورن نعمن وأسدن ملقا»، والتاريخ المحتمل لهذا النقش هو القرن الأول الميلادي. مضيفا أن للموقع دلالاته الحضارية، لأن هذا الرسم يرمز إلى النماء والقوة، وهو يمثل رمز مدينة جرش في تلك الفترة، ومن حيث دلالاته اللغوية فلم تظهر لفظة أسد في أي من النقوش، ولكن ورد لأول مرة في نقوش المسند في هذا النقش، حيث يرد في غيره من النقوش بمسمى لبوء، وحيث كان لمدينة جُرش الدور الحضاري الكبير في خدمة التجارة لوقوعها على الطرق التجارية الرئيسية بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها، ويعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، إذ تذكر المصادر أن العواسج من أشراف حمير قد سكنوها، واشتهرت جرش بحرفة صناعة الآدم (دباغة الجلود).


جدران ضخمة

تقع مدينة جُرش الأثرية بين موقع جبل حمومة الأثري وجبل شكر بمحافظة أحد رفيدة على بعد 15 كيلاً جنوبي محافظة خميس مشيط، تفصل محافظة خميس مشيط ومركز الشعف بينها وبين مدينة أبها، وتحدها محافظة خميس مشيط من الشمال، ومن الغرب والجنوب الشعف، ومن الجنوب الشرقي محافظة سراة عبيدة وكذلك من الشرق.

ويتصف الموقع بأنه مستطيل الشكل بمساحة حوالي (306* 430م)، وتمتد على طول الموقع من الجنوب إلى الشمال تلال أثرية، تتركز كثافتها في المنتصف، وفي الجهة الشرقية توجد بالموقع جدران ذات صخور مشذبة وكبيرة الحجم، يصل طولها إلى 80 سم وعرضها إلى 60 سم.