يجب أن تُجنّ وتسمح للجنون أن يضخ في عروقك، الآن وقبل فوات الآوان، فالجنون نوع من أنواع الترف كما قال شكسبير: «الجنون ترف ليس لي فيه»، رغم أن صديقتي التي شاركتني إياها لها فيه كثير، كما يتوجب علينا نحن كذلك، ليس لأنها صديقتي، ولا حتى اتباعا، أو شيئا من هذا القبيل، وإنما فقط لنعيش كما يجب علينا، ولن نتمكن من هذا من غير جنون يجعلنا نتذوق، ونشم، ونبصر، ونشعر بكل ما على الأرض، فمن غيره يا صاحبي ستفوت كثيرا من المتعة والفرص واللحظات التي كنت ستسردها لأحفادك لو كنت مجنونا، مغامرا، مستغلا للفرص التي تقربك من مباهج الحياة، وهذا لن يتطلب منك كثيرا سوى أن تفتح قلبك وتحرر عقلك من القيود الاجتماعية وليس من القيود الدينية بطبيعة الحال.

أن تقول نعم دائما وأبدا ومن غير تفكير لكل الأشياء، أن تقوم بكل فكرة تلمع في رأسك فجأة، بتلقائية تامة، أن تبصر الرسائل القدرية وتسعى خلفها، من أجل الفرص المتاحة لك في الحياة، أن تصنع مغامرتك الخاصة وتعيشها، أن تضحك بهستيرية على أتفه الأشياء، أن ترقص سعادة على أبسطها، وأن تقوم بكل أمر وفعل وحديث، يجعلك تفرح وتحزن في الآن نفسه، وتصل إلى مرحلة من الترف الذي رفضه شكسبير بنفسه، ولا تبالي حينها بأي أمر فأنت على الأرجح ستدخل المصحة النفسية الواقعة في أعماقك، والمقابلة لمركز أبحاث طرق عيش الحياة بتفاصيلها.

مقالة مجنونة أليس كذلك؟ بإمكانك قلب الصفحة الآن، والضحك بهستيرية على هذا الانقلاب!.