استعرض عدد من المهتمين نواقص وسلبيات صناعة الأفلام والتمثيل السينمائي والدراما في المملكة، مساء أول من أمس في لقاء حواري على مسرح أرض الحضارات في جبل القارة بالأحساء، سبقه عرض أفضل 12 فيلما أحسائيا حاصلة على جوائز متقدمة، أدارته الإعلامية هدى هادي، وشاركت فيه الروائية آمنة بوخمسين، حيث قال المخرج عبدالخالق الغانم، والممثل سمير الناصر: ليس لدينا صناعة سينمائية في المملكة، وأن ما نشاهده محليا لا يمكننا أن نطلق عليها مسمى «أفلام سينمائية»، والتسمية المناسبة لها «فيديوهات» أو «سينمائيات»، أو هوايات شبابية، وأن المملكة ليس لديها الباع في السينما، وإنما هي تجارب وإرهاصات شبابية.


سينما واعية

توقع الغانم أن يأتي اليوم الذي تنطلق فيه السينما داخل السعودية، وهي سينما مختلفة وواعية، داعيا وزارة الثقافة والإعلام لدعم الطاقات الشبابية القائمة على هذه الأعمال، مضيفا أن للسينما تأثيرا واضحا على المجتمع من خلال طرح قضايا وثقافة المجتمع، وأن الدراما تتعامل مع الإنسان «المخطئ» ولا تتعرض للمعتدلين. وأبدى تحفظه الشديد، إزاء ضعف دعم القطاع الخاص ورؤوس الأموال في السعودية للإنتاج الفني والدرامي، واستبعد عودة مسلسل «طاش ما طاش»، واصفا إياه بالمرحلة الجميلة والعمل الاستثنائي في العمل الدرامي السعودي، وأن المسلسل الذي تجاوزت حلقاته بضع المئات، انتهى، وقد حظي بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، وطرح العديد من المواضيع الجريئة، لافتا إلى انفصال الكثير من الوجوه الثنائية في الأعمال الإنتاجية والفنية والدرامية في الوطن العربي، مسديا النصح للهواة تعلم ودراسة السينما أكاديميا، والاطلاع على تجارب الآخرين، وبالأخص السينما الأميركية واليابانية.


 عالم مختلف

أبان الناصر، أن عالم السينما مختلف عن كل النشاطات المتوفرة محليا، والفيلم السينمائي مصنع له أدواته وإمكاناته وميزانياته وتاريخ تنفيذه، وتلك الأدوات والإمكانات غير متوفرة محليا، وأن الطموح السينمائي يأتي من خلال الدراسات العلمية المتخصصة، متحفظا على إطلاق مسمى «مخرج»، الذي يجب الحصول عليه بالدراسات الأكاديمية المستفيضة، وكذلك الأمر ينطبق على التخصصات الإنتاجية الأخرى، لافتا إلى أن هناك تكدسا كبيرا في الأعمال التلفزيونية في التلفزيون السعودي، تجاوز في أحد الأوقات لأكثر من 200 مسلسل للقراءة الرقابية، وأن هناك جزءا من الدراما المحلي هابط، وقد أثر على الذوق العام، وأن السينما بحاجة إلى شخصية داعمة يتبناها في المملكة، على غرار تبني الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- للمسرح السعودي، وتبني الأمير بدر بن عبدالمحسن فكرة تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. وذكر أن انتقاده للأفلام، ليس إحباطا ولا تقليلا من قيمتها، بل هو بمثابة الإصرار وهو أساس الصناعة السينمائية.


تحفظ اجتماعي

أشارت الروائية آمنة بوخمسين، خلال الأمسية، إلى أن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي يتطلب تحويل النص الروائي إلى نص سيناريوي «سينمائي»، وأن كل روائي يحلم أن تعرض روايته على الشاشة، إذ إن أعداد المشاهدين للأفلام يفوق أعداد القراء للروايات، وأن الناس تفضل مشاهدة الصورة على القراءة، وأن هناك روايات كثيرة بحاجة إلى التحويل السينمائي، مشيرة إلى أن الشهرة تتجه حاليا إلى مشاهير التواصل الاجتماعي الإلكتروني، وهم الأكثر حظا في بيع كتابهم المطبوعة رغم ضعفها، لافتة إلى أن جزءا من المجتمع في الوقت الحالي غير متقبل الممثل أو الممثلة بسبب الثقافة الدينية، وقالت هناك أعمال إبداعية جدا في الظل، المجتمع لم يكتشفها ويتطلب تسليط الضوء عليها.