6 نجاحات حق للمملكة أن تفخر بها تمثلت بمنهجيتها في صقل كل المذاهب والانتماءات والتوجهات ضمن خط الحج والمناسك والعبادات، دون أي تمييز أو تفضيل أو إلغاء، فكان من أهمها نزع الحج من شوائب التسييس والطائفية، وعزله عن الأحداث الخارجية من حروب وتقلبات وصدامات، كما نجحت المملكة في احترام مكونات الشعوب والدول الفكرية والمعرفية في مساحة حرية تعبدية ونسكية تلائم خلفياتهم المذهبية بشرط عدم التشويش على بقية الحجاج.




موسم مغاير

تشهد المملكة هذا العام أكبر موسم للحج في تاريخها، حيث تصل الزيادة إلى 800 ألف حاج مقارنة بالأعوام الماضية، يأتي ذلك بعد أن أكد رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبدالمنعم المشوح في حديثه لـ «الوطن»: «أنه في الحرمين الشريفين أماكن نسك، تذوب الاختلافات فيها وتتوحد لأداء الشعائر، هذا المشهد التوافقي يندر وجوده على مستوى العالم، فالخدمات المقدمة لا تفرق بين جنس أو لون أو مذهب، والأمن للجميع، والعبادات متاحة للكل، والترحيب شمل كل ضيوف الرحمن، إنها مسؤولية تحقيق حلم كل قادم للحج، وحمايته وخدمته ومساعدته في إتمام نسكه بكل سكينة ووقار ويسر».




إنجازات

أبان المشوح أنه من دخل مكة يعيش في كل لحظة حجم الإنجازات التي تبذلها السعودية لتسهيل وتيسير مناسك الحج وحفظ سلامة الحجاج، فأجهزة الدولة كلها تعمل طوال السنة لأجل إتمام فريضة الحج بكل نجاح ممكن، وهذا لا يعني عدم وجود الأخطاء لكنها يتم التعامل معها بأسرع وقت فلها أولوية قصوى.

لافتا إلى أننا سنتجاوز مسألة الإنجازات وتهيئة الإمكانات للحجاج على اختلاف مذاهبهم وجنسياتهم فالجميع تقدم لهم الخدمة والحماية، مشيرا إلى أن الجميع يدرك بأن الحج في قلب السعودية ولا يمكن أن تقبل تشويشا يقلل من مهمتنا المحورية.







نزع الشوائب

أكد المشوح أن المملكة تسعى إلى تحقيق شرف البلد الأمين وبفضل الله تحقق ذلك، مشيرا إلى أن المملكة نجحت على أصعدة محورية وإستراتيجية في الحج، من أهمها نزع الحج من شوائب التسييس والطائفية، فالحج وقت عبادة ليس وقت تصفية حسابات سياسية وطائفية.

كما نجحت المملكة في عزل الحج عن الأحداث الخارجية من حروب وتقلبات وصدامات، ففي الوقت الذي تغلي فيه دول المنطقة يعيش الحجاج في أجواء السكينة والرحمة والاشتغال بأعمال الحج.

كما نجحت في التقليل من المخاطر المتوقعة قدر الإمكان ومعالجة الأخطاء بكل سرعة ومصداقية، فتحديد نسب الحجاج أسهم كثيرا في التقليل من الكوارث وقد أقرت بذلك دولا كانت شبه معارضة للفكرة، وغيرها من الإجراءات التي خففت فعليا من الحوادث والكوارث. ونجحت المملكة في احترام مكونات الشعوب والدول الفكرية والمعرفية في مساحة حرية تعبدية ونسكية تلائم خلفياتهم المذهبية بشرط عدم التشويش على بقية الحجاج. نجحت السعودية في عودة ملايين الحجاج إلى بلدانهم عبر السنين سالمين يحملون أجمل الذكريات وأفضل العبادات.

ونجحت السعودية في تطويع الجغرافيا الصعبة لتسهيل وتيسير الوصول إلى المناسك، وأضاف المشوح: «رغم أهمية الجوانب الأمنية وجوانب السلامة ولها أولوية لكن المملكة لم تغفل الجوانب الفكرية والمعرفية وحتى النفسية».




تجربة

قال رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد:»لقد شاهد العالم كيف تعاملت دول كبرى مع بضع مئات من المهاجرين، وكيف تعاملت دولا أخرى مع الملفات المذهبية وتحولت الأرض إلى مستنقعات دموية بعد إطلاق الاحتراب الطائفي فيما بين الميليشيات، ورأينا كيف تحولت بعض المسيرات التعبدية في بعض الدول إلى خنادق موت«.