سردت مجلة Inc الاقتصادية الأميركية بعض المواصفات التي يمكن التعرف من خلالها على ما يعرف بالجيل «زد»، وهو الجيل الذي يسبق جيل الألفية. وقالت المجلة إنه بنفس الطريقة التي تساعد بها المعرفة الجيلية المسوقين على البيع على فئات عمرية معينة، فإن فهم الأجيال يساعد الشركات على إدارة وإشراك وتوظيف فئة عمرية معينة.


آباء الطائرات بدون طيار

بالإمكان معرفة الكثير عن أي جيل عن طريق النظر إلى آبائهم وأمهاتهم الذين قاموا بتربيتهم. الجيل «إكس» هم آباء وأمهات الجيل «زد»، وبالتالي فإن جيل إكس هم «أطفال المفاتيح» الذين يعودون من مدارسهم إلى منزل فارغ بسبب عمل الوالدين أو أحدهما، أو هم الأطفال الذين يتركون عادة في المنزل فيظل نقص المراقبة الأبوية أو غيابها، فهم جربوا الحرية وعقلية النجاة، والتشكيك في القادة والمؤسسات التي رأوها تزدهر أو تدمر خلال شبابهم.

العديد من هذه الأمور أثرت على طريقتهم في تربية أبنائهم «الجيل زد» ولعل أبرزها أنهم علموهم كيف يطوروا مهنتهم في أيديهم، وأن هنالك فائزين وخاسرين واضحين، وأن يكونوا واقعيين حيال مدى كمية العمل الجاد من أجل تحقيق النجاح. كي لا يتم تكرار تحديات «أطفال المفاتيح» التي واجهوها في طفولتهم، لذلك فإن جيل «إكس» أكثر قربا من أبنائهم جيل زد لأن جيل «إكس» ليسوا طائرات هليكوبتر، وإنما طائرات بدون طيار، يقومون بالمتابعة والمراقبة عن بعد.


الاقتصاد المتراجع

وفقا لشركة Ypulse، فإن 62 % من جيل «زد» لا يتذكرون الفترة التي تسبق الركود الاقتصادي 2008. بالنسبة لمعظم جيل زد فإن الذكريات الوحيدة التي يمتلكونها خلال سنوات نشأتهم تتكون من انهيار شركات، وتقلص قطاعات، وخسارة الناس لوظائفهم.

ولأن متوسط الربح الصافي لآباء جيل زد تراجع بحوالي 54 % خلال الركود الاقتصادي، فإن جيل زد قد احتاج إلى بعض الإقناع بأن هذا العالم عالم قاسي وأن عليهم أن يعملوا بجد. حاليا من المتوقع لـ77 % من جيل «زد» أن يعملوا بشكل جاد أكثر من الأجيال السابقة.


العالم المتصل بشكل مفرط

وفقا لمركز «بيو» للأبحاث، فإن

14 % فقط من الآباء والأمهات البالغين في الولايات المتحدة حصلوا على اتصال بالإنترنت في 1995. بحلول 2014 أصبحت تلك النسبة 87 %. كبر جيل «زد» خلال الفترات التي كانت الأكثر تسارعا وتغييرا في التطورات التكنولوجية على مر التاريخ البشري. الأمر أكثر من مجرد تكنولوجيا، حيث يشمل الاتصال بشبكات من الناس والمعلومات التي غيرت كل شيء بالنسبة لجيل «زد». «يوتيوب» و«كيك ستارتر» و«لينك» إن جميعها ألهمت جيل «زد» كي يتعلموا ويجربوا أي شيء. لذلك فإن هذا الجيل مساهم وفاعل ومخترق في العمل والحياة. التكنولوجيا المتنقلة والتواصل المنتشر مكنتهم من أن يكون لهم صوت وأن يسهلوا وينظموا مهامهم، وأن يبسطوا المشاكل المعقدة أمامهم، فلكل مشكلة تطبيق يحلها.


مثال جيل الألفية

لأن جيل الألفية قد كان الجيل الأكثر عرضة للتدقيق على الإطلاق، أصبح جيل «زد» واعيا بأكثر نقاط القوة التي يجب عليهم محاكاتها مثل كيفية التحول إلى رواد أعمال، أو الالتزام بالتعليم المستمر. كما يحاول هذا الجيل تجنب نقاط الضعف في الجيل السابق كالسطحية في وسائل التواصل الاجتماعي، وضعف المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل، وقلة أخلاقيات العمل.

أحد أكثر العيوب الواضحة لجيل الألفية هي الديون. فقروض الطلاب التي أنهكت جيل الألفية دفعت جيل «زد» بأن يفكروا بخيارات تعليمية بديلة. في الواقع، 69% من جيل «زد» قلقون من سداد قروض الطلاب.


الجيل Z

هو الجيل الذي يلي جيل الألفية. ولا توجد تواريخ محددة لبدء وانتهاء هذا الجيل، ولكن الباحثين وعلماء الديموجرافيا يستعلمون مواليد منتصف عقد التسعينات إلى منتصف عقد الألفين كنقطة بدء الجيل، ومواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد الألفين وعشرين كنقطة انتهاء له.

أبرز ما يميز هذا الجيل هو استخدامه الواسع للإنترنت من سن مبكرة. وأبناء هذا الجيل عادة ما يكونون متكيفين مع التكنولوجيا، والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي يشكل جزءا كبيرا من حياتهم الاجتماعية. بعض المعلقين اقترحوا أن الترعرع خلال فترة الركود الاقتصادي أعطى هذا الجيل شعورا بانعدام الأمن والاستقرار.