عجبت لأناس يتحدثون دون وعي وإدراك، يلقون التهم دون تدبر، ولكني هنا آمنت بأن الشهادة تثبت أنك متعلم، ولكنها لا تثبت أنك مثقف، ففي الوقت الذي يتحدث بعضهم عن أهل حي النظيم، ويصفهم بأوصاف لا تليق، حيث ينتشر بعض الشباب الأشقياء في ذلك الحي، وأنهم ليسوا كمثل باقي أبناء هذا الوطن، تجد في الوقت ذاته بعض أبناء حي النظيم مرابطين في الحد الجنوبي يحملون السلاح، كي ينام هنيئا مطمئنا ذلك الذي يهزأ بهم، ويصفهم بأبشع الصفات.

ودعني هنا أتساءل: من ولاك وأعطاك الحق غير المكتسب كي تحكم وتسب أهل حي النظيم وتلقي اتهامات دون بينة؟ ودعني أيضا أخبرك أن جميع الأحياء -ليس في المملكة فحسب- بل في أحياء العالم أجمع، فيها الصالح والطالح، فبطن الأم تلد طبيبا وتلد شقيّا، وكذلك أيضا تلد سفيها يرمي الناس بالباطل ليظهر أمام الناس، ولكني أؤكد أن تلك العينة من البشر تنقرض حين التحدث، إذ يظهر عقلها الضئيل وفكرها المتدني.

إنك لو تمعّنت قليلا في أهل ذلك الحي، ستجد منهم مُدرّسيك أنت، وستجد منهم معالجيك أنت، وستجد منهم من يدافعون عنك من أفراد شرطة وحرس وطني، وغيرهم من الكوادر التي تنحني لها الرأس احتراما وإجلالا، ولقد صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «سيأتي على الناس سنوات خدعات، ينطق فيها الرويبضة، أي الرجل التافه يتحدث في أمر العامة»، صدقت يا رسول الله.