سنكون اليوم على موعد مرتقب مسرحه زيوريخ السويسرية – مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم – لانتظار الإعلان عن أفضل لاعبي العالم في عام 2010, وروعة ترشيح هذا العام متمثلة في حالة الثلاثي المذهل ليونيل ميسي وتشابي هيرنانديز وأندريس انييستا, وجميعهم من صفوف أفضل فريق في العالم (برشلونة), وبالتالي عشاق البارشا في كل مكان لأول مرة يجدون أنفسهم في فرحة مسبقة للإعلان لكون الثلاثي عباقرة من نتاج أكاديمية النادي ولا فرق أيهم ينال الجائزة الأشهر على مستوى لاعبي العالم, والتي تحظى هذا العام بوضعية مختلفة عما سبق, فلأول مرة تتآلف رؤية القائمين على مجلة فرانس فوتبول والفيفا, وهو إنجاز يحسب لصالح هذه المطبوعة الشهيرة.

اليوم إن انتصر المدربون فسيكون الفائز لا محالة – برأيي الشخصي –الأرجنتيني الأسطوري ليونيل ميسي – 23 سنة - الذي حظي بصوت مدربه بالفريق جوسيب جارديولا بموضوعية مدرب ومنطقية رجل عرف عنه عدم التمييز بين لاعبيه على الإطلاق, كذلك سمعنا المدرب الفرنسي آرسين فينجر يفضل ميسي للجائزة فهو يؤيد عدم إدراج بطولة كأس العالم كقياس نهائي في عملية الحسم في جائزة أفضلية فنية ومهارية قبل أي شيء آخر, وكذلك أصوات مدربين في داخل إسبانيا والأرجنتين جميعهم منحوا المعجزة ميسي الأفضلية قبل أن تحسم اليوم. وفي الواقع أن هذا الشاب المبدع لا يضاهيه لاعب في العالم اليوم, وما يقدمه مع فريقه برشلونة يفوق الخيال وآخر عرض أدائي ومهاري مذهل كان في لقاء الكلاسيكو التاريخي الذي توجه نجوم البارسا بخماسية لا تنسى.

وإن انتصر المشاركون في التصويت على جملة الإنجازات والتأثير فيها، فمن المؤكد أن الجائزة ستذهب لصالح أمهر لاعبي العالم في الوقت الحاضر، وأعني الإسباني الدولي آندريس انييستا – 25 سنة, صاحب هدف بطولة أول كأس عالمية تحرزها الكرة الإسبانية, فضلاً عن عروضه المهارية الفردية وتكامله المثير مع بقية كوكبة الماتادور الأحمر في هذه البطولة الكبرى, كذلك نجد زميله في الفريق العبقري تشابي هيرنانديز – 30 سنة - قد حصل على هذا اللقب الكبير وساهم فيه بقوة, وحاز أكثر من مرة أحسن لاعب في المونديال الجنوب أفريقي, و كان وراء أغلب الألعاب والأهداف المؤثرة في مسيرة منتخب بلاده, فضلا عن (استايل) اللاعب الفريد الذي جعل منه أحسن صانع ألعاب في الكرة العالمية منذ عام 2007.

وبرؤية شخصية أكاد أجزم أن تشابي هو خيار الجائزة لهذا العام, ولا أعتقد أن مرئيات جل عمالقة التحليل الأوروبيين على وجه الخصوص ستذهب أدراج الرياح هذه المرة كما حدث العامين الماضيين، حينما كان تشابي جديراً بالجائزة باعتراف رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي الشهير ميشيل بلاتيني وعدد كبير من نجوم الكرة العالمية الذين يرون أن هذا النجم كبير مستوى ومهارة وفكرا وخلقا ومحصلة إنجاز.

لكن ربما تخذلني الجائزة كما هي العادة في كثير من المرات حينما أتت بأسماء ظل المحللون ينكرونها وإن كانوا لا يقللون من قدراتها. وأعود فأكرر القول كما عشاق البارسا أن الجائزة أينما ذهبت فستحل في نهاية الأمر في الـ(كامب نو) وسيعرض الثلاثي جوائزها على مختلف ترتيبها لأكبر قاعدة جماهيرية في إسبانيا وأوروبا والعالم عبر شاشات التلفزيون والصور التي ستبث من خلال وكالات الأنباء وستتصدر مطبوعات ومواقع العالم إلى أن يحين عام 2011.

مبروك مقدما لعشاق البارسا في السعودية والوطن العربي الكبير على هذه الأفضلية لثلاثي القرن المدهش.