سُمح بقيادة المرأة بقرار جريء وشجاع. والأجمل هو حفاوة الناس وفرحتهم باستقبال هذا القرار الذي طال انتظاره. هذه الفرحة الكبيرة فندت المقولة الشهيرة التي تقول: (المجتمع غير جاهز)، والتي دائماً يستغلها أبطال الرجعية لدحض كل توجه تقدمي لمجتمعنا، وإجهاض كل خطوة نخطوها تجاه مجتمع مدني متحضر. في هذا القرار رسالة مباشرة تقول «وداعاً لملفات الاستقطاب وتعليقها»، فقد أُشبعنا جدلا ومهاترات في قضايا تم ترميزها لتقسيم المجتمع لـ«مع أو ضد» رغم بساطتها. في هذا القرار تقول الدولة أنا الحامية للأمن والنظام، وليس كما يصور لنا خفافيش الظلام بأن أعراضنا ستنتهك، وأن نساءنا بلا شرف ولا تربية إن سمح لهن بالقيادة. صوروا لنا أن القيادة هي معيار العفة والطهارة، مثلها مثل كثير من الشكليات التي جعلوها تحدد شرف المرأة. المضحك المبكي أن كثيرا ممن كانوا ضد القرار ويحاربونه إلى وقت قريب، أصبحوا الآن يشيدون بحكمته، وهذا دليل أنه لا سلطة تعلو على سلطة الدولة والقانون، مهما توهموا بقوة تأثيرهم على المجتمع.

أقول الآن وبكل وضوح وداعاً لحقبة الأغلال، وداعاً لوهم السلطة الخفية. متفائل بالمزيد من القرارات الحازمة في التعليم، وفي الحقوق، وفي الحريات، وفي كل ما من شأنه أن يجعل وطننا يتجه للمستقبل ويسير مع الركب. وكل ذلك قادم بإذن الله، وما هي إلا مسألة وقت.

وأخيرا ألف مبروك لنا بهذا القرار.