ذكرت دراسة أجرتها جامعة مونتريال، ونشرها موقع inc، أن الموسيقيين عادة ما يكونون أكثر نباهة عقليا، وأثبتت العلوم بأن التدريب الموسيقي قد يغير من هيكلة الدماغ ووظيفته تغييرا إيجابيا للأفضل، وبإمكانها أن تحسن الذاكرة على المدى البعيد وقد تؤدي إلى نمو دماغي أفضل لمن يبدؤون بالعزف في سن صغير، ويساعد على استيعاب الكلام والتعلم لدى الأطفال.


تفوق عازفي الموسيقى

اكتشف الباحث الرئيسي في الدراسة سايمون لاندري، أن لدى الموسيقيين ردات فعل سمعية وحسية وصوتية أسرع، واستخدام إحصائي للمعلومات متعددة الحواس. وهذا يعني أنهم أفضل في دمج المدخلات من مختلف الحواس. وعلى خلاف الألعاب الذهنية، فإن عزف الموسيقى يعتبر تجربة غنية ومعقدة. وذلك بسبب مهمة دمج المعلومات من حواس معينة مثل حاسة البصر والسمع واللمس، بالإضافة إلى الحركات الدقيقة. إذ تنتج عن جميع هذه الأمور التغييرات بعيدة المدى في الدماغ، ويمكن أن ينطبق ذلك على عالم الأعمال. وكشفت صورة الأدمغة المقطعية الفرق في هيكلة الدماغ بين الموسيقيين وغير الموسيقيين، وكان أبرزها «الجسم الفني»، وهو حزمة ضخمة من الألياف العصبية المتصلة بجانبي الدماغ، وكان هذا الجسم أكبر حجما لدى الموسيقيين. كما بدت مناطق الدماغ المسؤولة عن القدرات الحركية والسمعية والبصرية أكبر حجما في العازفين المحترفين.


تعزيز القدرات

كشفت الدراسات الطولية أن الأطفال الذي يخضعون للتدريب الموسيقي لمدة 14 شهرا قد ظهرت عليهم تغييرات هيكلية ووظيفية أقوى من غيرهم. وأثبتت أن تعلم العزف على الآلة الموسيقية يزيد من حجم المادة الرمادية في مختلف مناطق الدماغ، كما أنه يقوي من التواصل بينهم. وكشفت الدراسات الإضافية أن التدريب الموسيقي قد يعزز من الذاكرة اللفظية والتفكير المكاني وقدرات القراءة والكتابة.

كما يعتقد الباحثون أن عزف الموسيقى يساعد على استيعاب الكلام والتعلم لدى الأطفال المصابين بالديسلكسيا (عسر القراءة). علاوة على ذلك فإن تعلم العزف على آلة موسيقية في سن صغير قد يقي من الخرف.