إحدى مشاكلنا أن صوت الإرجاف ينافس صوت الحقيقة في بعض الأحيان.. ومن ذلك ما يثار حول بعض الأخطاء التي تحدث من بعض المسؤولين، أو من بعض الجهات الحكومية..

الخطأ وارد.. من لا يعمل لا يخطئ. وقيل: وحدهم الذين لا يعملون هم الذين لا يُخطئون.. وتجاوز الخطأ سهل.. وتلافيه أسهل، حالة واحدة فقط تستعصي على الإنسان.. حينما يبتلى بالمرجفين.. الذين يصورون لك أنك على شفا جُرف هار!

خذ لديك مثالا: الأخطاء التي تتحمل مسؤوليتها الهيئة العامة للترفيه..!

قبل أيام «تحمس» أحد منظمي الحفلات الترفيهية في الرياض وقدم فقرة لفتاة عربية راقصة.. طار المقطع إلى كل مكان.. نسجت على ثوانيه القصيرة حكايات الهلع، وسيناريوهات الرعب المنتظر والهلاك المتوقع.. «بلادكم ضاعت.. هذا ما يراد لكم ولبلادكم»..!

باستطاعتك أن تتوقف هنا وتطرح على نفسك هذا السؤال: من الذي يريد أن يهز ثقتنا بأنفسنا وببلادنا، ويوهمنا أننا نعيش وسط خيمة تعبث بها الرياح من كل جانب؟!

على أي حال، ورغم سروري بتوضيح الهيئة العامة للترفيه حيال الموضوع -إلا أن المحبط هو خفوت الصوت- مقارنة بصوت الإرجاف!

بيان الهيئة الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أفاد بالنص أن «الخطأ كان محل البحث والتحقيق من الهيئة فور حصول هذا التجاوز الذي أتى نتيجة لمخالفة صريحة لمنظم الفعالية لبنود الرخصة الممنوحة له، حيث قام المنظم بتغيير الفقرة وعرض الفقرة الأخرى دون أي موافقة مسبقة من الهيئة أو حتى إشعار مسبق».

الهيئة بذات الصوت الخافت أكدت أنها اتخذت إجراءات العقوبة اللازمة على المنظم نظير مخالفته الصريحة بنود الرخصة المتفق عليها، وذكرت أنها أوقفت التعامل بشكل تام مع المؤسسة المنظمة، وتغريمها 100 ألف ريال..

خلاصة ما سبق: مهما كانت نوايانا سليمة، مهما كانت غاياتنا محمودة، مهما كنا ننشد الخير، هذا كله لا يبرر لنا أن نجلب الهمّ على الناس ونتناقل هذه الأراجيف، ونعزز لها.. «من قال هلك الناس فهو أهلكهم»..