كل عام ووطن الخير والعز بخير، في يوم الوطن الكبير غمرت الأفراح جميع مدن المملكة، وانهمرت شلالات البهجة مرسومة على شفاه الكل، ولم تقتصر على فئة بذاتها أو جنس بعينه، بل امتد الفرح ليشمل حتى المقيمين الذين عاشوا وترعرعوا في هذه البلاد، والذين أبوا إلا أن يشاركوا السعوديين الفرح، كيف لا وهم يعتبرون أنفسهم من أبناء هذه الأرض الطيبة، فالكثير ولد هنا، والبعض عاش في المملكة جل سنوات حياته، أكثر مما عاشه في بلده، ومن هنا ظهر انتماؤهم الحقيقي لبلد الخير. في يوم الفرح الأكبر ارتسمت بسمة وطن على جبين أرض الحرمين معانقة سحاب المجد في موقف بهي قل أن تجده في بقعة أخرى من تراب العالم، هنا أرض الحرمين ومرقد رسول الأمة وصحابته ومنبع الرسالات السماوية، فالمملكة العربية السعودية فخر الأمة الإسلامية وقطب من أقطاب المجتمع الإنساني، بما قدمته وتقدمه وستواصل تقديمه بإذن الله من أعمال كبيرة وأفعال وجهود جبارة في مجالات الإغاثة الإنسانية، من خلال المراكز التي يتم افتتاحها في الكثير من البلدان التي تمر بأزمات وأوضاع مأساوية، وهنا تستشعر المملكة مسؤوليتها دوما لتخفف على شعوب هذه المناطق وطأة ما يمرون به، وقد استفاد منها أغلب شعوب العالم، ولم تتخلف المملكة ولن تتخلف عن واجبها تجاه جيرانها، بل تجاه الجميع، وهذا ليس وليد المرحلة بل نهج أساسي وعرف متأصل سار عليه جميع ملوك المملكة، منذ عهد المؤسس، وسيتواصل بإذن الله مع جميع ملوك هذه البلاد.