هل جربت من قبل أن تختبر نفسك ما إذا كنت تعرف من أين تؤكل الكتف؟
وللأبرياء أو السذج، لا فرق، فكل التجربة لا تحتاج أكثر من زيارة خاطفة إلى محل (المندي ) المجاور ثم تشتري منه أدوات التجربة.
دعونا ندخل للموضوع، فقد ذهبت تلك الأيام التي كان فيها (الحذق) يكتفي بالتهام غضروف الكتف.
نحن اليوم في سباق مثير لالتهام الذبيحة كاملة، وبلا غلطة واحدة ودون نقطة (مرق) تبلل الثوب. ودعونا ندخل الموضوع دون كل هذا اللت والعجن أو التغطية اللغوية الساخرة. ما الذي تغير من حولكم ، في شوارعكم وأحيائكم منذ ميزانية العام الماضي وحتى اليوم ونحن على أبواب الميزانية الجديدة؟ هل تم رصف الرصيف؟ وهل (سفلتوا) الشارع ونصبوا عمود الإنارة؟ هل أوصلوا الماء؟ وهل بنوا لأطفالك فصلاً دراسياً مختلفاً عن السائد المألوف؟ وهل أضافوا لمستوصف الحي جهازاً طبياً؟ وهل أمنوا الدواء أم أن الطبيب ما زال يكتبه لك في وصفة تذهب بها إلى الصيدلية التجارية؟
الذي أعرفه أن ( متطوعاً) من أنصار قلمي وضع صورة منزلي من السماء على محرك البحث القوقلي منذ أربع سنوات والذي أنا متأكد منه أنها ذات الصورة لم تتغير وأنا أعود إليها مساء البارحة. والذي أعرفه جيداً جيداً أن كل ما سبق من كل الوعود بعاليه معتمد في الميزانية. قالوا ستصل أنابيب المياه وقالوا إنهم أرسوا عقود الرصف والسفلتة ووعدوا ببناء مستوصف الحي وصرحوا ببناء أربع مدارس نموذجية. ومثلي مثل كل مواطن غيرت هذه التصريحات معالم شارعه ومثل كل مواطن كان لأحيائنا وأطفالنا ونمط حياتنا نصيب من هذه التصريحات. وكلها مشاريع معتمدة في الميزانية. كل مواطن لدينا وجد نفسه ـ على الأقل ـ في واحد من هذه التصريحات. لا شيء يحلم به المواطن إلا وكان معتمداً في الميزانية ولكن ماذا بعد: أين ذهبت كل هذه الاعتمادات بعد اثني عشر شهراً من ليلة التصريح؟ كنا نعتقد أنهم سيأكلون مجرد - الكتف- وهو لهم بالحلال، فإذا بنا نسأل عن كامل الذبيحة. كنا نعتقد أن أكل الكتف مهارة من أمثال العرب التاريخية، فإذا بنا نتساءل اليوم عن أكل الأضلاع والظهر وشحمة الذنب. بقي لأمثالي من البسطاء أو الأغبياء ، أن يذهبوا للمندي المجاور لتجربة أكل الكتف. وحتى كتف المندي وحده زاد ثلاثين ريالاً خلال عام واحد وهو الشيء الوحيد الذي يرتفع بلا ضجة التصاريح.