تواجه بريطانيا مرحلة حساسة في تاريخها، وذلك مع تعقيدات المحادثات مع خطة انسحابها من الاتحاد الأوروبي، وما ينتج عنه من تكاليف وتغييرات جوهرية من جهة، وتنامي الخطر الإرهابي من جهة ثانية، فضلا عن المعارضة الشديدة والانتقادات التي تتعرض لها رئيسة الوزراء تيريزا ماي من جهة ثالثة.

وكان الرئيس السابق لحزب المحافظين غرانت شابس، قد صرح في وقت سابق بأن على ماي أن تستقيل لإنقاذ الحزب من خسارة الانتخابات، وأن 30 من مشرعي الحزب يدعمون خطة للإطاحة بها، في وقت رأى مراقبون أن تمرد مشرعي حزب ماي ضدها قد يعرقل مهامها الحكومية، وذلك بعد الخطاب الكارثي الذي ألقته أمام حزبها الأسبوع الماضي.


غياب البديل


يرجع مراقبون التفاف بعض كبار رجال الحزب الحاكم مع ماي، إلى عدم وجود بديل مناسب يخلفها، إلى جانب أن البلاد تمر بفترة حرجة، فيما يرى مراقبون آخرون أن على ماي أن تدعو إلى انتخابات مبكرة لقيادة الحزب، خاصة بعدما اعتبروه فشلا لها في توحيد الحكومة، والأداء المتواضع للمؤتمر السنوي للحزب. وواجهت ماي تراجعا نسبيا في شعبيتها لدى الأوساط السياسية البريطانية، خاصة بعد قرارها الدعوة لانتخابات مبكرة في يونيو الماضي، الأمر الذي أفقد حزبها الغالبية في البرلمان قبل أيام من بدء محادثات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتواجه حكومة ماي معارضة قوية يقودها زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، والذي يتوقع محللون أن حظوظه للقفز إلى السلطة باتت كبيرة.


فرص المعارضة


استغل حزب العمال المعارض بقيادة كوربين حالة الانقسامات التي يمر بها المحافظون ليقدم حزبه كقوة جاهزة لتولي قيادة بريطانيا. وأعلن كوربين في سبتمبر الماضي، أن حزبه أصبح التيار السياسي الرئيسي-حسب وصفه-، مشيرا إلى أن حزبه بات جاهزا لتولي السلطة عقب التقدم غير المتوقع الذي حققه في انتخابات يونيو الماضية. وكان كوربين قد واجه مقاومة كبيرة من النواب العماليين إزاء محاولاته لدفع الحزب نحو اليسار منذ انتخابه زعيما له في سبتمبر عام 2015، إلا أنه خالف التوقعات عندما فاز حزبه بثلاثين مقعدا إضافيا في انتخابات يونيو الفائتة، بناء على مشروع انتخابي وعد بتأمينات وبزيادة ضخمة في الإنفاق العام.


عقبات أمام ماي

عودة نفوذ المعارضة


دعم هش من الحزب الحاكم


تراجع شعبيتها سياسيا

افتقادها لخطة طريق واضحة