كشفت دراسة أن ظواهر التسونامي والعواصف تعتبر مختلفة جدا، ولكنها تبدو متشابهة بشكل غريب في السجلات الجيولوجية، التي يعتمد عليها العلماء في الفهم بعيد المدى لهذه الظواهر، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى وجود عواصف كثيرة متنكرة على هيئة تسونامي، وهو ما يعيق التقدير الصحيح للمخاطر ويربك العلماء والحكومات.


عواصف متنكرة

ذكر تقرير نشرته مجلة newsweek أن «دراسة نشرت في مجلة Science Advance أكدت أن التشابه بين العواصف والتسونامي سمح لعدد كبير من العواصف أن تتنكر كتسونامي، وهذا الأمر قد يضلل توقعاتنا وإحساسنا بحجم الخطر الذي نواجهه».

وقال صاحب الدراسة العالم الجيولوجي في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية نيك مارينير، إن «معظم الدراسات العلمية - في البحر الأبيض المتوسط على الأقل - ركّزت على تأثير ظواهر التسونامي القديمة، خصوصا بعد الظواهر الأخيرة في المحيط الهندي واليابان، وبشكل عام استرعت العواصف انتباها أقل».


مناطق التسونامي

قال مارينير وزملاؤه المشاركون في إعداد الدراسة إن «حوالي 90 % من الظواهر التي حدثت في الـ4500 عام والتي أُعُتُقِد بأنها تسونامي كانت في الحقيقة عبارة عن عواصف، وهذا يعني أن على مسؤولي إدارة الخواطر وعامة الناس أن يفكروا بطريقة أكثر حذرا حيال العواصف».

وأوضح التقرير أن «من المنطقي أن يواجه سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط مشكلات مع التسونامي، نظرًا لحدودها بين الصفائح التكتونية الجيولوجية الأفريقية والعربية والأوروبية الآسيوية والصفيحة التكتونية الصغيرة الأناضولية التي تنحصر بينهم أسفل تركيا وشرقي البحر الأبيض المتوسط، فجميع هذه الصفائح التي تحتك ببعضها البعض قد تؤدي إلى حدوث الزلازل التي بدورها تتسبب في التسونامي».


ظواهر متشابهة

لفت التقرير إلى أنه «بعد ظواهر التسونامي المميتة في إندونيسيا في 2004 واليابان في 2011، كرس العلماء المزيد من الوقت لمحاولة فهم مخاطر الظواهر المتشابهة في البحر الأبيض المتوسط، وللحصول على المزيد من البيانات، جمعوا قواعد بيانات ظواهر التسونامي الماضية في المنطقة».

وأعاد مارينير وزملاؤه زيارة 135 مكانا وقعت فيه هذه الظواهر، مركزين على تلك التي تم تحديدها عن طريق الجيولوجيا فقط، متجاهلين الظواهر التي لا نمتلك لها سوى الوصف الكتابي، ومعظم ظواهر التسونامي التي درسوها حدثت في إيطاليا أو اليونان، مع ظاهرتين حدثتا في مضيق جبل طارق، وعدة ظواهر أخرى حدثت في البحر الأبيض المتوسط الشرقي.


عواصف متنكرة

أبان التقرير أن «الباحثين اكتشفوا أن بعض الأنماط الجوية المعينة قد تتسبب فيما يعرف بـ «ميتيوسونامي» والذي تشبه التسونامي، ولكنها في الحقيقة ناجمة عن الأنماط الجوية وليس عن الزلازل، وتؤثر على مناطق جغرافية أصغر حجمًا، لذلك يعتقد مارينير وزملاؤه أن العديد من ظواهر البحر الأبيض المتوسط التي حدثت خلال فترات البرد والتي اكتشفها العلماء عن طريق العلامات الجيولوجية كانت في الواقع عواصف متنكرة على هيئة تسونامي».

وأكد التقرير أن «المرعب في الموضوع أن العواصف تسببت في وفاة 4 أضعاف الناس الذين قضوا في التسونامي منذ عام 1900، لذلك من الضروري أن نكون واعين بالمخاطر التي تشكلها العواصف».