عندما أتأمل الحياة وكيف نتعامل معها أُصدم بالواقع الذي نعيشه، تلاشت إنسانيتنا أمام الماديات في حياتنا، أصبحت الأشياء هي أهدافنا، وهي التي تحدد سعادتنا.

كثير من أحلامنا هي مجرد أشياء نسعى إلى امتلاكها، وبمجرد أن نحصل عليها ننتقل بطمع إلى أشياء أخرى أكبر منها، طمعنا لا ينتهي، وركضنا خلفها لا ينتهي أيضا.

نحن لا نستمتع بما نملك، بقدر ما نضع عيوننا على ما يملكه غيرنا، صرنا في سباق مع أنفسنا ومع من حولنا، لا أعرف أين يقودنا هذا التطرف الرأسمالي الذي غيّر آدميتنا، واستطاع أن يحوّل حتى أحلامنا ومشاعرنا إلى أشياء تُشترى.

هذا التطرف جعل معاناة الناس وأوجاعهم مادة تباع في البرامج التلفزيونية. هذا التطرف يبيع دموع الأطفال والعجائز للقنوات الفضائية. بل إنهم استطاعوا أن يبيعوا لنا حتى مشاعر الفرح والحزن.

كثير من البرامج تبيع لنا معاناة الناس وردات فعلهم باستغلال سافر لإنسانيتهم.

نعم، لقد نجحوا في بيع المشاعر لنا. مشاهدات عالية، إعلانات بمبالغ ضخمة، نريد مزيدا من استغلال عواطف الناس.