«جماعة الإخوان» أو بالأصح «حزب الإخوان» أو أي حزب سياسي ولد من رحمها أو استنسخ نهجه، نختلف معهم في توظيفهم الدين بهدف بلوغ أهداف سياسة وما أحدثه ذلك من فوضى واضطرابات في مصر وغيرها من الدول العربية، وتحالفهم مع الإثني عشرية ونظامها السياسي الذي يقوده الولي الفقيه، مع أننا نسمع ونقرأ أن الإخوان يعارضونهم فقهيا وعقديا، فغلبوا المصلحة السياسية، ونحو جانبا الفقهية والعقائدية، وهذا يؤكد فصلهم الدين عن السياسة.

لذلك فالإخوان ومؤسساتهم وما ينفقونه ليس تقربا خالصا مئة بالمئة إلى الله، بل كانت تعمل على ما يزيد على ثمانين عاما ليقطفوا ثمار تلك الأنشطة الاجتماعية متى احتاجوا ذلك، وقد وجدوها سانحة بركوب موجة الربيع المدمر، فاستردوا ما أنفقوه في الانتخابات البرلمانية، وعقدوا صفقة مع أميركا وإيران وذيولها، وتم لهم ما أرادوا في الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2012.

وقد كان بأيديهم كل مؤسسات الدولة وفشلوا في جمع المصريين حولهم، بل أطلقوا مصطلح «الفلول» على كل حزب أو تنظيم سابق، واعتبروا ما يقارب 48.27% من الناخبين المصريين فلولا، وهي نسبة الذين أدلوا بأصواتهم للمرشح أحمد شفيق في دورة الإعادة في الانتخابات التي فاز فيها الرئيس السابق المعزول محمد مرسي بنسبة 51.73%

أما خلافهم مع النظام المصري القائم لا يعود لاختلافات دينية، بل لصراع على السلطة وتشبثهم بالحكم، واستهزائهم بالأزهر وإدارته، وبجامعة الأزهر ومجلسها، وبمعارضيهم من كثير من الأحزاب، والإعلام، والقضاء، وأحزاب سلفية، ولإطلاقهم سجناء من إرهابيي حزب الله والقاعدة وغيرهم.

يجب أن يفهم هذا من ظل يتشدق ويصور أن من يعارضهم ويختلف معهم كأنما هو يعارض الإسلام الذي يرونه يتمثل في جماعة إسلامية سنية اسمها «الإخوان المسلمون»، حتى انغمست في دعم وتمويل جماعات تمارس العنف والإرهاب في سيناء وفي مصر كلها، كما كانت بتاريخها المعروف وتنظيمها العسكري السري.

ومن نافلة القول؛ أن الإخوان وجميع الأحزاب التي سارت على نهجها، وتحت أي مسمى والتي يطلق عليها إسلامية، كذبة كبرى، برامجها وأنشطتها ليست خالصة إلى الدعوة إلى الله وتثقيف أتباعها ومن يتأثر بهم دينيا، بل شحنهم سياسيا وتوظيف جهودهم للتقرب من السياسيين.

وهذا ما كان يقوم به مؤسس الإخوان بتقربه من الحكم الملكي السابق في مصر، وعندما اختلفوا مع القصر تحالفوا مع الضباط الذين انقلبوا على القصر واختلفوا معهم بعد تسلمهم السلطة لعدم إشراكهم في الحكم.

وفي كل اختلاف يتلبسون بعباءة الدين، عبر مفردات وشعارات يلهبون بها عواطف الدهماء، بأن هذا النظام أو تلك الدولة تخالف الدين ولا تقيم وزنا لعلماء الدين، فيما كانوا قبل ذلك يعدونهم أبطالا ووطنيين ويقيمون شعائر الله، فهل الإخوان أو حزب تنظيم يقال عنه إسلامي يهدف لنشر الإسلام والدعوة إلى الله وإلى أمن الأوطان، أم أنه بعد تأسيسه يوظف جهوده وإمكاناته للوصول لسلطة وحكم.

ليعلنوها صريحة، سواء الإخوان أو غيرهم من أي طائفة ومذهب سني أو شيعي، أن جماعاتهم أو تنظيماتهم «أحزاب سياسية»، ولا يوهمون البسطاء أنهم وحدهم حماة الإسلام، فالغالبية العظمى من علماء الإسلام من فقهاء ومفكرين إسلاميين خارج تلك الجماعات والتنظيمات التي فرقت المسلمين ولم تجمعهم، أشقتهم ولم تسعدهم.

غرروا وما زالوا يغررون، بشباب الأمة إلى الإرهاب بدعوى «الجهاد» لنصرة الدين، فيما أهدافهم قلب الأنظمة العربية المسلمة، ليصلوا إلى الحكم أو السلطة، فهل بالتاريخ الإسلامي علماء وفقهاء دعوا إلى حروب بين المسلمين ليصلوا إلى الحكم أم كان نهج الخوارج.