في وقت يستعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم بالتوجه إلى أنقرة في زيارة رسمية لبحث العديد من الملفات وأبرزها أزمة انفصال إقليم كردستان، أكدت مصادر محلية أمس، اندلاع مواجهات عنيفة بين ميليشيات الحشد والبشمركة الكردية ضد عناصر من داعش في منطقة قرب مدينة الموصل، التي تم استعادتها من أيدي التنظيم المتشدد في يوليو الماضي.

من جانبه، أعلن قائد عسكري في قوات البيشمركة الكردية، أمس، عن إحباطه هجوم لميليشيات الحشد الشعبي قرب مدينة الموصل شمالي العراق، لافتا إلى أن الهجوم كان يستهدف مدينة ربيعة، الواقعة غربي الموصل، وتحتضن نحو 90 ألف من أبناء قبائل «شمر» على الحدود السورية العراقية.

وكانت قوات البيشمركة قد سيطرت على هذه المنطقة عام 2014، بعد أن طردت مسلحي تنظيم داعش منها، في وقت لم يتبق للعناصر المتشددة سوى محافظة الأنبار المتاخمة للحدود السورية.



ملفات العبادي إلى أنقرة

إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، سعد الحديثي لـ«الوطن»، أن قضية كركوك واحتفاظ القوات العراقية بإدارة المناطق المتنازع عليها، سيتم بحثها خلال زيارة العبادي إلى أنقرة، والتقائه بنظيره التركي بن علي يلدريم، مشيرا إلى أن مباشرة تصدير النفط الخام من حقول محافظة كركوك عبر الموصل وانتهاء بمحافظة جيهان التركية، تتطلب إجراء تفاهمات تركية عراقية لحصر توريد النفط، فضلا عن مساعدة بغداد في فرض سيطرتها على المنافذ الحدودية.



انتخابات كركوك

فيما أبدت تركيا استعدادها للدفاع عن مصالح التركمان في المناطق المتنازع عليها في طوز خرماتو وكركوك، طالبت الجبهة التركمانية العراقية، بحسم ملف إدارة المحافظة، وتوفير الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات المحلية.

وأوضح نائب رئيس الجبهة حسن توران لـ«الوطن»، أن كركوك بعد عام 2003، حرمت من الانتخابات المحلية، وتعرض خلالها التركمان للتهميش، عبر مشاركة ضئيلة في مجلس المحافظة، مبينا أن بسط السلطة الاتحادية في المناطق المتنازع عليها، سيوفر الأرضية المناسبة لأجراء العملية الانتخابية، وضمان مشاركة كافة المكونات في الحكومة المحلية.



احتواء الأزمة

في غضون ذلك، اتفقت حركة «تغيير» المعارضة لحكومة إقليم كردستان، والجماعة الإسلامية و«التحالف للديمقراطية والعدالة»، على تشكيل حكومة مؤقتة. وذكرت عبر بيان أمس «أنه لمواجهة الأزمة السياسية والعسكرية في كردستان، نعلن عن خارطة طريق لتهدئة الأوضاع في كركوك، طوز خورماتو، وخانقين، والمناطق المتنازع عليها»، مؤكدة سعيها مع الأطراف السياسية في الإقليم إلى تشكيل حكومة مؤقتة من خلال البرلمان لتحمل مسؤولية إجراء الحوار مع الحكومة الاتحادية والاستعداد لإجراء انتخابات تحت مراقبة دولية.

وكان مجلس محافظة السليمانية، قد أمهل حكومة كردستان 15 يوما للتحاور مع المركز، من أجل توفير رواتب الموظفين والنفط، وموازنة المحافظة، في وقت طالب نشطاء بضرورة زيارة بغداد واستكمال هذه المشاورات.