كشفت دراسة عن التدابير الوقائية للحد من انتشار المخدرات في المدارس الثانوية بمكة المكرمة للباحث أحمد العبود، والصادرة عن جامعة نايف للعلوم الأمنية، أن الاعتقاد الوهمي للطلاب بأن المخدرات لها علاقة بزيادة النشاط ورفع التحصيل الدراسي يعد من أبرز الأسباب الرئيسية لانتشار المخدرات في المدارس الثانوية، كما أن ضعف جهود التوعية داخل المدرسة والتساهل في تطبيق قواعد السلوك والمواظبة سببان بارزان في انتشار هذه الآفة بين الطلاب.


ضعف التوعية

اختار الباحث عينة عشوائية مكونة من 45 قائد مدرسة، و62 وكيل مدرسة، و123 معلما، و70 مرشدا طلابيا، وجاءت درجة توافر الأسباب الرئيسية لانتشار المخدرات في المدارس الثانوية في مدينة مكة المكرمة بنتيجة مرتفعة، وفي المقابل حصل توافر التدابير الوقائية للحد من انتشار المخدرات في المدراس الثانوية بنتيجة متوسطة.

وتصدر ضعف جهود التوعية داخل المدرسة الأسباب بنسبة 33 %، فيما جاء التساهل في تطبيق قواعد السلوك والمواظبة في المرتبة الثانية بواقع 29 %.


 توصيات هامة

قال المشرف على الدراسة إن هناك مجموعة من التوصيات التي يجب الاهتمام بها في هذا الجانب، من أبرزها ضرورة تعاون قيادة المدرسة مع أولياء أمور الطلاب وطرح موضوعات المخدرات ومناقشتها من جميع جوانبها في المجالس المدرسية ومجالس الآباء والمعلمين. وكذلك ضرورة توافر بيئة مدرسية وأسرية داعمة للمتعلمين تساعدهم على تخطي أي صعوبات أو عقبات تقف في طريق نموهم وإرشادهم ونصحهم وتوجيههم. كما ينبغي على الجهات التعليمية إقامة برامج تدريبية وورش عمل للقيادات المدرسية والمعلمين والمرشدين الطلابيين في مجال التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات.


عوائق مستمرة

يذكر أن دراسات سابقة أكدت وجود بعض العوائق التي تحد من انتشار هذه الآفة في المدارس على وجه التحديد، ومنها تركيز المعلمين على الجانب التحصيلي للطلاب، وتركيز مناهج المرحلة الثانوية على الجانب المعرفي، وإغفال جوانب تكوين الاتجاهات للطلاب، وضعف التعاون مع الجهات المعنية بمكافحة المخدرات، وضيق الوقت المتاح لاستخدام البرامج التي ينتمي إليها الفرد وتسهم في بناء الشخصية، كجانب وقائي يقي الطلاب من الوحدة والوقوع في شرك تعاطي المخدرات، إضافة إلى فهم بعض أولياء الأمور الخاطئ أدوارهم التربوية في متابعة أبنائهم، وقلة مراكز التدريب المتخصصة في دورات التوعية بمخاطر المخدرات، ومحدودية موارد المدارس الثانوية مقارنة مع متطلبات عملها، والنظرة المادية إلى بعض وسائل الإعلام، مما يجعلها لا تقوم بدورها في التوعية بمخاطر آفة المخدرات.