أقام شعراء جماعة «حواف» الإبداعية يحيى العبداللطيف وعبدالله الهميلي وحمزة النمر الخميس الماضي أمسية شعرية باستضافة من «فضاء شعر» بأسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين، حضرها جمع من محبي الشعر من البلدين، وأدار الأمسية الشاعر البحريني كريم رضي الذي افتتح الأمسية بالترحيب بالشعراء والحضور، منوها بالعلاقات الثقافية والتاريخية العميقة بين البلدين، والتي ازدادت ترابطا بافتتاح الجسر الذي حول البحرين من جزيرة إلى «شبه جزيرة». مفسحا المجال لرئيس جماعة حواف زكريا العباد لتقديم كلمة تعريفية بالجماعة.



جولات شعرية

عرف رضي بالضيوف مبتدئا بالشاعر حمزة النمر، وهو شاعر له مشاركات في الأمسيات والمسابقات المحلية، وعضو مؤسس بجماعة حواف الإبداعية، وعضو منتدى ابن المقرب الأدبي. ليقرأ النمر في ثلاث جولات قصائد تفاوتت بين العمودية والتفعيلة، ومنها «ربما» في مغني أجنبي يضمّن الشتائم والبذاءة في أغنياته، وقصيدة «النسق». أما الشاعر يحيى عبدالهادي العبداللطيف فهو شاعر وكاتب، صدر له: ديوان «أحيانا يشتبهون بالوجع»، وكتاب «جاسم الصحيح بين الشاعر والأسطورة»، حاصل على ماجستير أدب ونقد، عضو منتدى الينابيع الهجرية وجماعة حواف. وفي مقدمة لقصيدة ذات بعد اجتماعي أخذ صديقه «الشاعر» إلى مقهى، ليشكو ضياع محبوبته بسبب بروده وتجاهله وتعففه، وكان يظن أن صديقه سيواسيه و«يطبطب»، لكنه هجاه.

كما عرّف رضي بالشاعر عبدالله علي الهميلي، مواليد الأحساء 1986، عضو الجمعية العمومية في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، عضو منتدى الينابيع الهجرية منذ عام 2004، عضو مؤسس للحلقة المعرفية بالمنطقة الشرقية، حاز على المركز الأول في الشعر الفصيح في جائزة الشيخ راشد بن حميد للثقافة والآداب في 2014، أقام عددا من الندوات الفكرية. وقرأ الهميلي عددا من القصائد، منها «تعودين للبيت».

 

التجديد في شعر الشباب

تحدّث الناقد والأكاديمي يونس البدر على هامش الأمسية عن التجدد في التجربة الشعرية للشعراء الشباب، فقال: إن مقاربة التجربة الشعرية للشباب في السعودية لا تنفك عن تتبع الاتجاهات التي تنسرب فيها الكتابة وتتشكل عبر قوالبها الشكلية والموضوعية والوجودية.. ثمة شعراء يحلمون بالمستقبل الجميل للشعر، ويطورون تجاربهم لتغيير التقاليد الشعرية، ويضعون مكانها مفهوماً جديداً بالمنظور الأعمق لغرضية الشعر وفرضياته الجمالية، وذلك ليكون الشعر حداثياً، والحداثة كما يقول أدونيس «ممارسة ومعاناة» قبل أن تكون مجرد قناعة عابرة.. ولعل أكثر هذه الاتجاهات إثارة للجدل اتجاه (قصيدة النثر) باعتبارها إنجازا لنصوص عابرة للأنواع، وهي ظاهرة في أعلى درجات النضج والحيوية الفكرية التي تمنحنا الأمل في مستقبل واعد لهؤلاء الشباب.

ونقف اليوم أمام ثلاث تجارب شعرية تمثل التجاذب والحراك الشعري: حمزة النمر شاعر هادئ الملامح يحتفل بإيقاع قصيدته على كل المستويات داخلياً وخارجيا، مؤكدا على العناية بجسم القصيدة وهيئتها. محاولا رصف أسمنت هذه الحياة وضجيج المدن رصفاً شاعرياً أنيقا.