أكد أستاذ التاريخ القديم والآثار في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتور مدحت عبدالبديع، أن الكثبان الرملية تخفي ما نسبته 90% من آثار الأحساء التي ما زال كثير منها في باطن الأرض، ولم تكتشف حتى الآن، وأن المكتشف الحالي لا يتجاوز

الـ10% من هذه الآثار، لافتا إلى أن للأحساء تاريخا حافلا وحضارة قديمة.

كرسي علمي لتاريخ الأحساء

أشار عبدالبديع -خلال محاضرته «التوثيق والتسجيل الإلكتروني للمواقع الأثرية والتاريخية في الأحساء»، مساء أول من أمس- في المدرسة الأميرية وسط مدينة الهفوف التاريخية، إلى أن بعض الآثار في الوقت الحالي يتطلب الوصول إليها النزول إلى مسافة لا تقل عن 40 مترا تحت سطح الأرض، وكلما تأخر التنقيب عن هذه الآثار كلما زاد الأمر تعقيدا في الوصول إليها.

وشدد خلال المحاضرة التي أدارها الدكتور دايل الخالدي، على ضرورة الاستفادة من الشراكة بين جامعة الملك فيصل والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء عمليا، لتوثيق وتسجيل المواقع التاريخية والأثرية في الأحساء، مبينا أنه يفضل أن يكون النشر لمعلومات القطعة أو الموقع باللغتين العربية والإنجليزية، ثم تضاف لغات أخرى كي يراها العالم ويتفاعل معها.

وأبان عبدالبديع أن ثقافة الشعوب، تقاس بمدى اهتمامها بالحفاظ على التراث، سواء كان ثقافيا، أو حضاريا، أو طبيعيا، ماديا أو معنويا، لأن هذه المصادر جزء مهم من ذاكرة الأفراد و الأمم لما تحويه من قيم ثقافية، وهي مهمة أيضا من ناحية التطوير الاقتصادي للمجتمع، لما تتضمنه من قيم اقتصادية واجتماعية، إن أُحسِن استغلالها بالتخطيط السليم للتنمية المستدامة، وبالإدارة المنتجة لتلك المصادر.