عمر آل عثمان



«اخرج الآن من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة، يا محتل يا قتلة الأطفال»، بهذه الكلمات صرخ مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي على رئيس وفد الكيان الصهيوني نحمان شاي، في جلسة اتحاد برلمانات العالم، التي عقدت في روسيا، وعلى مسامع ممثلي كل برلمانات العالم، مما دفع وفد الكيان الصهوني إلى مغادرة الجلسة.

اجتاح فيديو الغانم وسائل التواصل الاجتماعي في غضون دقائق، وكان مانشيت الصحافة العربية والإسلامية، وخبر الشريط الأحمر على شاشات التلفار، وأضحى الغانم بطل الساعة الذي قوبل بالإشادة والثناء على موقفه العروبي كما وصفه البعض، ولكن بالمقابل لم يكن الجميع مؤيداً لتصرف الغانم بل إن هناك العديد من الإعلاميين ممن اعتبروه تصرفاً مندفعاً أراد به الغانم التكسب سياسياً، ولا يخدم القضية، وما هذا الموقف إلا هالة صوتية ستنقضي مما أثار حفيظة أمير الكويت الشيخ صباح، الذي أبدى استياءه من ردود الفعل «الحاسدة» كما وصفها سموّه.

هنا سأتناول الأمر بموضوعية وبعيداً عن العواطف، صحيح أن موقف الغانم وبالتأكيد لم يحرر فلسطين، وبالطبع إن تأثيره فعلياً لا يكاد يكون ظاهراً، إلا أنني كمتابع للشأن الكويتي لم أعرف عن مرزوق الغانم إلا براعةً سياسية جعلته رغم صغر سنه يصعد في غضون 8 سنوات عمل برلمانية ليصبح رئيساً لمجلس الأمة، وبهذا يكون أحد الثلاثة الذين يقودون الكويت، بناءً على ذلك استنتجت أن مثله لا يسجل المواقف عبثاً، وهنا عدت إلى السنوات الأولى لرئاسته للمجلس، وبحثت فوجدت أنه كان دائماً في المؤتمرات الدولية واجتماعات اتحادات البرلمانات العربية والإسلامية والآسيوية والدولية نشطاً، بمحاولاته المستفيضة لتسجيل إدانات على الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في إطار دأبه لأن تكون القضية بنداً ومحلاً للمناقشة، في هذه الاجتماعات، سعياً منه في توثيقها ضمن البيانات الختامية، وذلك بهدف التصعيد ضد تعديات المحتل الغاشم، وبهذا حققت مطالبات الغانم آثاراً إيجابية شكلت ضغوطاً سياسية على الكيان الصهيوني في كثير من الأحيان.

وشهادة حقّ أقولها ختاماً إن الغانم كان خير ممثل للخليج وكان دائماً منافحاً عن قضايا العرب والمسلمين، وأود أن أستذكر موقفه حينما تعرض ممثل النظام الإيراني علي لاريجاني للمملكة في ظل غياب الوفد السعودي عن اجتماع اتحاد مجالس الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، فتصدى الغانم بكل قوة ورد على ادعاءات لاريجاني، وقال كلمته الشهيرة: إذا كان الوفد السعودي غائباً فأنا موجود لأمثل المملكة.