أكد رئيس نادي حائل الأدبي الدكتور نايف المهيلب عدم مسؤولية ناديه لوحده عن المشهد الثقافي في حائل، نافيا وجود جمود في العلاقة بين النادي ومثقفي المنطقة، مشددا في حوار مع «الوطن» على أن المثقف الحقيقي لا يمكن أن ينفصل عن بيئة الثقافة ومحيطها، واصفا العزوف عن حضور الأنشطة بأنه ليس ظاهرة فجمهور النادي يتابع الفعاليات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.




الوصول إلى الجمهور

قال المهيلب: المشهد الثقافي في حائل ليس مسؤولا عنه النادي الأدبي لوحده إنما هو جزء من منظومة المؤسسات الثقافية، وبالنظر إلى العمق الثقافي بالمنطقة فإني أرى في حائل كنوزا ثقافية، ومناجم أدبية. وإرثا حضاريا، يحتاج إلى المزيد من الدراسات والبحوث لتجلية هذا الموروث، والمشهد الثقافي عليه أن يوازن بين هذا وبين تطلعات المستقبل ومقتضيات العصر وقد شاركت كعضو في الموسوعة الثقافية التي تشرف عليها جامعة حائل ممثلة بالكراسي العلمية والتي كشفت جوانب جديدة وفتحت ملفات منسية. ونحن الآن على أبواب هيئة ثقافة جديدة تشكلت حديثا برئاسة وزير الثقافة والإعلام والمدير التنفيذي الدكتور أحمد المزيد و نتوسم في هذه الهيئة التجديد وإخراج الثقافة بثوب قشيب فالثقافة ليست ترفا أو استعراضا، بل ضرورة كرافعة للوعي ورابط وثيق بين التعليم والإعلام. نحن بدورنا نمارس بعض الاستراتيجيات الثقافية التي من شأنها الارتقاء بالشأن الثقافي والأدبي. أما العزوف عن حضور الأنشطة، فهي ليست ظاهرة خصوصا إذا عرفنا أن معظم جمهور النادي يتابع من خلال قناة اليوتيوب وأدوات التواصل الاجتماعي فهدفنا هو الوصول إلى الجمهور، هذا من جهة، ومن زاوية الأدب أجناس وفنون فيحرص بعض الجمهور على اللون الأدبي الذي يميل إليه، هناك بعض الندوات نخبوية يحضرها القلة باعتبار أبعاد مضامينها ومراميها.




قلعة ثقافية ومركز حضاري

عن اتهام المثقفين بمنطقة حائل للنادي الأدبي بالجمود وعدم التفاعل معهم، قال المهيلب: النادي شرع أبوابه للجميع دون إقصاء أو تصنيف أو فئوية، فأهلا بهم في ناديهم، والنادي يصدر مطبوعات كل شهر لجميع الكتاب والأدباء والواقع يشهد بذلك. الندوات والدورات نراجعها بين الفينة والأخرى ونطلب المزيد من التطور ونرحب بالنقد البناء ومن لديه آراء ومقترحات فأهلا به.

واستطعنا أن نحول النادي إلى ورشة عمل دولية وليست محلية أو إقليمية من خلال ملتقى حاتم الطائي الذي جاء ضيوفه من أصقاع العالم شرقا وغربا حيث أصبح هذا الملتقى معلما ثقافيا وبوصلة أدبية ينتظرها المثقفون في كل مناسبة، وجائزة الأمير سعود بن عبدالمحسن للرواية التي يتنافس عليها الروائيون من كل مناطق المملكة، فأين الجمود ! نقلنا النادي من مبنى مستهلك مستأجر إلى قلعة ثقافية ومركز حضاري وجهزنا مكتبة رقمية نوعية فأين المنصفون. المثقف الحقيقي لا يمكن أن ينفصل عن بيئة الثقافة ومحيطها.. حتى لو اختلف مع أطروحاتها.. المثقف الدخيل هو الذي ينأى ويرمي بالحجر، ظنا منه أن التغريد خارج السرب يكسبه وهجا، ولكن بشكل عام لا أرى فجوة بين المثقفين وناديهم، ونحن من هذا المنبر نجدد الدعوة دون شروط أو منة، فأنا أرى في نفسي خادما للثقافة في منطقة حائل وهذا شرف لي، وكذلك زملائي أعضاء مجلس الإدارة الذين يتفانون في خدمة الأدب والأدباء. من توفيق الله أن أمير منطقة حائل الأمير عبد العزيز بن سعد، من النخبة الثقافية، قريب من الثقافة حفي بها، كان وما زال داعما وراعيا ومحفزا لكل فعل ثقافي، يحثنا في كل مناسبة على نشر الثقافة والأدب والاهتمام بالتراث، والأخذ بمستجدات العصر مع الالتزام بالثوابت، ومن هنا باسم مثقفي وأدباء منطقة حائل نسجل الشكر والعرفان لأميرنا المحبوب الذي سجل صورا ومواقف ومشاهد تستحق الإشادة والإكبار.




معايير المثقف

عن اختلاف معايير الثقافة في ظل سطوة الإنترنت قال المهيلب: ليس هناك اتفاق على معايير المثقف، لكن منطلقاته غالبا من المبادئ وليس المصالح ولعل من أبرز المعايير، الإنتاج العلمي والأدبي، وتبني قضايا المجتمع والغوص في تشخيص مشكلاته، والدفاع عنه بوعي، من معايير المثقف القدرة على التكيف، وتحمل الرأي المثقف لأن عين المثقف الحقيقي على الحقيقة وليس على مصدرها، الموضوعية والبعد عن الذاتية من خلال التسلّح بالمعرفة المتخصصة وتسجيل المواقف والشواهد أكثر من العرض والسرد اللياقة الذهنية، والقدرة على الفرز وترتيب الأولويات وستظل هناك معايير وسمات تستجد مع كل زمان ومكان.