في الوقت الذي يُجري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جولة آسيوية تمتد قرابة أسبوعين، في أول جولة خارجية له منذ تقلده الرئاسة مطلع العام الحالي، استبعدت كوريا الشمالية الخوض في أي محادثات ثنائية بخصوص برامجها الصاروخية، وسارعت بالتعهد لتعزيز ترسانتها النووية، وذلك في تحذير جديد إلى إدارة الرئيس ترمب، والتي تسعى إلى حل الأزمة مع بيونج يانج بالطرق الدبلوماسية لا العسكرية.

وكانت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أكدت خلال بيان لها، أن واشنطن يجب أن تتخلى عن الفكرة التي تطرح رضوخ بيونج يانج للضغوط الدولية، والتخلي عن السلاح النووي، مطالبة إياها بالتخلي عن سياسة العداء لها.



تباين المواقف

يأتي ذلك، في وقت تباينت مواقف الدول الحليفة لبيونج يانج في المنطقة، وأبرزها الصين وروسيا، ففي حين لم تبد بكين أي موقف جديد إزاء الملف الكوري الشمالي، أكدت روسيا على لسان المتحدث باسم الرئاسة، دميتري بيسكوف، أنه لا يوجد تعاون بين بلاده والولايات المتحدة حول كوريا الشمالية، مشيرا إلى وجود تبادل للآراء فقط بين الجانبين بشأن هذه القضية.

وأوضح بيسكوف، أنه من المرجح أن يبحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، موضوع كوريا الشمالية في حال تم عقد لقاء بينهما، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ «آبيك»، والتي تعقد في فيتنام قريبا.



نبرة هادئة

من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن استعداده للتفاوض مع كوريا الشمالية، داعيا إياها إلى طاولة المفاوضات بهدف إبرام اتفاق ينهي برنامجها النووي. وبحسب مراقبين، تعد هذه الدعوة الإيجابية، هي الأولى لترمب منذ تقلده الرئاسة مطلع العام الجاري، مقارنة بالتصريحات العدائية والتهديدية الأخرى. وأشار ترمب، خلال لقاء صحفي عقده مع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، في العاصمة سول، أمس، إلى أنه من المنطقي في الوقت الراهن أن تتوجه كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات مما يعود عليها بالفائدة على شعبها خاصة، والعالم بأسره، مؤكدا أنه لا يرغب في استخدام القوة ضد نظام بيونج يانج، إلا أن تجاربها النووية والصاروخية تمثل تهديدا للعالم بأسره.

وكانت بيونج يانج، قد أطلقت في يوليو الماضي صاروخين باليستيين عابرين للقارات، وقادرين على بلوغ الأراضي القارية للولايات المتحدة، إلى جانب إجراء التجربة النووية السادسة، وهي الأقوى بالمقارنة مع سابقاتها.