قبل وفاة وكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش في حادث تحطم الطائرة، ترك رسالةً بخط يده وُجدت في مكتبه بعد وفاته، وكأنه يستشعر رحيله عن هذه الدنيا الفانية، حيث ذكر في ثناياها دعاءه المستمر وتوكله على الله في كافة أموره، وشملت أيضا شكره لكافة زملائه الذين عمل معهم في إمارة منطقة عسير، كما طلب من الله أن يسامحه في التقصير في حقوقه وفي تقصيره في حقوق الناس.

كما ذكر أنه يبذل الجهد الكبير في خدمة مصالح الناس وقضاء حوائجهم، وأن التوفيق والتسديد بيد الله وحده، وبين أن المسؤولية عظيمة، وأنه حريص على العمل بما يبرئ الذمة وبما يغنيه ربه عما سواه، وبما يبعده عن ظلم أي شخص أو الإضرار به، واختتم رسالته بالدعاء «اللهم أرحم ضعفي وأحسن تدبيري في كل الأمور وأحسن خاتمتي»، واختتم ما كتبه بالدعاء بحسن الختام وبقبول التوبة، وبين أنه مسامح لكل من أساء إليه أو تعرض له راغباً فيما عند الله.

بدوره، بين صديق سليمان الجريش المقرب، وكيل جامعة الملك خالد الدكتور محمد الحسون، أن ما ذكره الجريش في رسالة الوداع التي وجدت في مكتبه بعد رحيله تدعوننا جميعاً كمسؤولين وأفراد لنتوقف قليلاً ونراجع أنفسنا وحساباتنا في تعاملاتنا اليومية، وأن نجعل الله أمام أعيننا لنقوم بواجبنا ومهامنا الموكلة إلينا على أكمل وجه بما يرضي الله عنا، وقال «في بداية قدومي لمدينة أبها كان أول من عرفت هو وكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش بحكم تقاربنا في السكن، ومن أول لقاء بيننا كان أخاً وفياً صادقاً عهدته حريصاً على عمله أميناً عليه، وما جاء في ثنايا رسالته قبل موته يعد دليلاً على ذلك رحمه الله».