كشفت إحصائية لجمعية حقوق الإنسان عن تسجيل 108 حالات عنف ضد الإناث عام 1437، حيث وردت الشكاوى إما عن طريق أحد أقارب المعنفة، أو زيارتها أحد فروع الجمعية، وتسجيل شكوى رسمية ضد المتسبب في التعنيف، واختلفت أنواع العنف ما بين الإساءة الجسدية، والنفسية والجنسية، والحرمان من التعليم، والحرمان من الأوراق الثبوتية، والحرمان من الأم، أو الأب، والإهمال، وزواج القاصرات.


العنف ضد الإناث أعلى

أوضحت الإحصائية أن «العنف ضد الإناث تصدر حالات الإيذاء التي وردت للجمعية العام الماضي، حيث سجلت الفروع 108 حالات عنف ضد الإناث، مقابل 80 حالة عنف ضد الذكور، فيما بلغت حالات الإساءة الجسدية 61، والحرمان من الأم 29، والحرمان من التعليم 28، والإهمال 19، والإساءة النفسية 18، والحرمان من الأوراق الثبوتية 14، والحرمان من الأب 5، والإساءة الجنسية 9، وزواج القاصرات 12».


دوافع العنف

أوضحت الاستشارية النفسية والمرشدة الأكاديمية الأستاذ المحاضر في جامعة الإمام نجلاء البريثن أن «المتابعة في مدارس تعليم البنات كشفت أن بعض الطالبات يتعرضن للإهمال بمختلف أشكاله، خاصة المتعلق بالملابس الخارجية ومظهر الفتاة الخارجي، وعدم وجود وجبات الإفطار معهن، وعند بحث الحالات كنا نجد أن الأبويين منفصلان، وزوجة الأب تعامل بنات الزوج بقسوة وعنف، إلى جانب إعطائها صلاحيات من الأب أكثر، فتقسو على بنات الزوج أو أبنائه بدافع الغيرة».

وأكدت أن «الإناث الأكثر تعرضا للعنف نتيجة عدة أسباب، منها حالات نفسية لدى بعض الآباء، أو معاملة زوجة الأب، وكذلك هناك حالات مرضية يعاني منها آباء كالانفصام بالشخصية، فيكون ذلك دافعا إلى الاعتداء على الأطفال، وأحيانا يكون زواج الأب المواطن من مقيمة أحد أسباب العنف التي يتعرض له أبناء الزوجة الأولى، حيث نجد زوجة الأب تعاملهم بأقسى معاملة من مبدأ السيطرة على الزوج، فتعنف الأطفال وتدفع الأب لكي يتسلط عليهم، إما بالإساءة النفسية أو الجسدية». وبينت البريثن أن «الإساءة الجنسية أغلبها تصدر من الأب ضد أطفاله، وخاصة في حالة التعاطي والإدمان، أو من قبل الإخوة أو أحد الأقارب أو السائق»، كاشفة أن أكثر الإساءات التي تمر عليها اللفظية أي التعامل. وطالبت الاستشارية النفسية باستحداث برنامج يشارك فيه عدة قطاعات يسمح لفرق مكونة من أخصائيين نفسيين واجتماعيين بزيارة المنازل والمدارس، ومعرفة الحالة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الأطفال»، مشيرة إلى أن مدارس البنات تفتقر إلى وجود أخصائيات نفسية، حيث يعتمد على تخصصات أخرى.