سياف أبا الخيل



من الجيد لنا كأشخاص نبحث عن الطريق الصائب أن نتجهز دوما للحياة بكل ما يمكننا التجهز به من أدوات وخطط، العشوائية مفضية بنا حتما إلى إهدار الأوقات وتقليص ما يمكننا أن نحققه من نجاح، كما هنا تبرز مسألة مهمة جدا وهي الإدارة بشكلها العام: إدارة الوقت، إدارة الأعمال، إدارة الأزمات، كلها أشياء مترابطة جدا يسلم بعضها بعضا، فالإدارة تجمع أشتات الجهد لتصيغه في الأخير في جسم واحد وشكل واحد يكون له الثقل والأريحية ليعبر عنا ويعبر بنا بقوته تلك إلى حيث نتمنى من نجاحات.

إدارة الوقت أحد أضلاع المثلث السابق الذي أشرنا إليه -إدارة الوقت، إدارة الأعمال، إدارة الأزمات-، وهو ضلع مهم جدا إليه يعود كثير من الأمور المتعلقة بإضفاء النظام وتحديد الأهداف والسير الدؤوب في اتجاهها عبر مسارات مختصرة تكافئها، كيف يمكنك الوصول إلى نقاط نجاح متقدمة وأنت عن وقتك غير منتظم، تقسيم الأوقات وتنظيمها لتشمل عددا من الأشياء والأهداف المتوازية هو أمر لا بد منه، الحياة قصيرة جدا والأوقات تنفذ، ومن هنا استغلالها واجب مُلح، تخيل معي أحدهم يسير في طريق واحد ناظرا تحت قدميه، وآخر متوزع بجهده على مسارات متعددة متوازية، بالتأكيد من يسير وقته ونظامه في مسارات متوازية سيتقيد أكثر وسيصل بسهولة إلى محطات نجاحه المأمولة، تماما كالطلاب يحتاجون تقسيم أوقات المذاكرة حتى يحصلوا على أعلى الدرجات، وإن لم يفعلوا هذا فقد اختلط في حيزهم كل شيء، وتناثر مجهودهم في الفضاء.

إدارة الأعمال شيء مهم كذلك يمثل الضلع الثاني من مثلث النجاح، لديك قائمة من المهام إن أنت مِلت إلى مهمة ما بكليتك وأعطيتها جل اهتمامك فقد حولت حياتك إلى فوضى، الواجب دائما هو ترتيب المهام ووضعها في شكل تراتبي يوضح الأهم فالمهم، وضع الأولويات لحياتنا ليس ترفا، بل هو قاعدة أساسية إن نحن أردنا في حياتنا نجاحا ما.

الضلع الثالث من مثلث النجاح يتمثل في أهم الأشياء وهي ما يمكننا أن نطلق عليه «فن إدارة الأزمات»، لا أحد منا يخلو من همّ ومن مشاكل، لكن الناس يختلفون من حيث الفطنة التي يتعامل فيها كل شخص مع أزماته، هناك من يشتد على أزماته ويدفعه الغضب إلى حيث لا مكان للتفكير، وهناك من يستسلم ويمرر ذاته إلى الانتكاس وعدم الصبر، وهناك من يعمد إلى حيث الإدارة المنضبطة للتعامل مع مشاكله، تلك الإدارة تبدأ من حيث الهدوء والتماسه ثم تمتد إلى جمع المعطيات وتكوين صورة صحيحة عن الوضع مجردة من كل عاطفة، ثم المرور بعدئذ إلى حل ما وتطبيقه بكل جدية.