وزارة العمل والشؤون الاجتماعية هي المضطلعة بشؤون الطفل وحمايته، ومن أوجه هذه الحماية التي لا بد على الوزارة أن تلتفت إليها، وربما بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، هي حماية الطفل على الإنترنت، وأخص ما يسمى «خاصية الرقابة الأبوية».

لا يدرك كثير من الآباء والأمهات خواص الهواتف الذكية التي يملكها أطفالهم، أو مستعرضات الإنترنت في أجهزة الحاسب الآلي.

مع تقدم التقنية حرص المطورون على حماية الطفل في عالم الإنترنت الواسع الذي يضم الصالح والطالح، خصوصا المتربصين بالأطفال.

مستعرضات الإنترنت مثل برنامج كروم من شركة Google، تملك خاصية الرقابة الأبوية، بحيث يحدد تماما

ما نوع المواقع التي لا يجب على الطفل زيارتها، بل ويمتد الأمر إلى بعض المواقع المشهورة كـ»يوتيوب»، و»فيسبوك» إلى حماية الطفل من حيث إنه عندما تسجل لطفلك حسابا لديهم، لا بد أن تذكر عمره الصحيح، والموقع بناء على ذلك يخصص له الخدمة المقدمة، ويمنع عنه بعض الخواص التي ربما تؤدي إلى مشكلات لا تحمد عقباها، مثل طلب الصداقة، وبعضها لا يقبل التسجيل لأعمار معينة، بل إن الأمر وصل إلى تطبيقات ذكية مجانية، تتابع ابنك على خارطة GPS العالمية لتخبرك أين هو، خطوة بخطوة، مثل تطبيق Companion على متجر الآيفون، حتى إذا فقدت أثره عرفت على الأقل آخر مكان وُجِد فيه، وأيضا يخبرك عن وصوله وجهته!

يمتد الأمر كذلك إلى الهاتف الذكي، إذ إن معظمها يخصص بعض الخدمات للصغار،

ويعطل خاصية تحميل البرامج الخاصة بالبالغين خلال متجر الآيفون أو «جوجل بلاي»، كذلك توجد برامج متخصصة لإدارة المحتوى على شبكة خاصة، مثل شبكات الشركات للعاملين فيها.

لذا، فإنه من المهم قيام الجهات المختصة بحملات توعوية للآباء والأمهات، ليدركوا مخاطر الإنترنت على الأطفال.

بين هذه القضية وتلك، تظهر أيضا مشكلة أخرى على الساحة، تتمثل في بعض الروايات الأدبية التي أثارت الرأي العام مؤخرا، وهنا تظهر ضرورة ملحة أن يكون لنا في الأدب والسينما قانون يخصص المحتوى الأدبي والترفيهي، سواء كان إلكترونيا أو غيره على درجات للبالغين والصغار والمراهقين، ففي الولايات المتحدة الأميركية -كمثال- تخضع الأفلام لنظام Motion picture content rating system، وتصنف من ناحية ملاءمة الجماهير من عدة نواح مثل: الكلمات النابية، والعنف، والمشاهد غير اللائقة، وبناء على ذلك تصنف أعمار المشاهدين، وتجبر دور السينما على التحذير للآباء والأمهات، ولا تسمح الدور بالدخول للمراهقين لمشاهدة أفلام البالغين. هذا موضوع يحتاج إلى دراسة حثيثة حسب ثقافتنا،

ولن ينفع استيراد هذا القانون من ثقافة مغايرة، وأعتقد أن هيئة الإذاعة والتلفزيون

وهيئة الترفيه أمامها مهمة كبيرة في هذا الشأن، لتنظيم المشهد الترفيهي السعودي.