كشف بحث علمي السبب الرئيسي وراء شدة العدوى الثانية بمرض حمى الضنك التي تجعل منه شديدا وقاتلا، وهو تحالف يحدث بين الأجسام المضادة التي ظهرت نتيجة للعدوى السابقة مع الفيروس الجديد، حيث تقل الأجسام المضادة وتترك المجال للفيروس الجديد بالتكاثر ومهاجمة الجسم.


دليل لإسكات المشككين



وفقا لموقع «statnews» العلمي، نشر باحثون من أميركا ونيكاراجوا الدليل الذي قد يسكت المشككين في الاكتشاف، حيث أصر أحد الباحثين وهو الدكتور سكوت هولستيد منذ سنوات، على أن الأجسام المضادة لحمى الضنك هي المسؤولة عن إصابة الناس الذين أصيبوا بالفيروس سابقا بإصابة ثانية شديدة، وفي بعض الأحيان تكون إصابة مميتة.

وقال هولستيد إن هذا الدليل ظهر قبل 20 عاما عن طريق الدراسات التي تم إجراؤها في تايلاند. وأقرّ أن هذه الدراسة هي الدراسة الأكبر التي وضحت هذا التأثير.

وعلى الرغم من نشر تفاصيل الدراسة في مجلة علمية مرموقة مثل «ساينس» إلا أن البروفيسور نيكوس فاسيلاكيس عالم الأمراض من جامعة تكساس كان من بين المشككين، وذلك لأنه بالرغم من رؤية الاستعزاز المعتمد على الأجسام المضادة في التجارب المعملية، إلا أن الدليل في البشر لم يكن موجودا.

 


حيثيات الدراسة



تتبع الباحثون مجموعة مكونة من 6700 طفل تتراوح أعمارهم بين 2 و14 عاما، وذلك لمدة 12 عاما وسحبوا منهم عينات دم من أجل إجراء الفحوص كل عام، وفي كل مرة يصاب أي منهم بأعراض حمى الضنك يقيمون الحالة طبيا.

وقالت إيفا هاريس -وهي بروفيسورة في مجال الأمراض المعدية وعلم المناعة في جامعة كاليفورنيا- إن الفريق حلل أكثر من 41000 عينة دم خلال السنوات الماضية، محاولين البحث عن نمط قادر على تفسير السبب وراء إصابة الأطفال بالمرض الشديد -حمى الضنك النزفية أو متلازمة صدمة الضنك- في الإصابة الثانية من المرض.

 





الاكتشافات



تنتقل عدوى حمى الضنك عن طريق لدغة البعوض الذي يحمل هذا الفيروس. وهذا المرض قد يسبب ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة والصداع وآلام المفاصل والعضلات. ولكن لدى بعض الناس قد يتسبب في نزيف بسيط من الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى فشل في نظام الدورة الدموية، والوفاة. المرض الشديد قد يحدث مع أي عدوى حمى الضنك ولكنها أكثر شيوعا في العدوى الثانية.

واكتشفت هاريس وزملاؤها أن مستويات الأجسام المضادة انخفضت إلى مستوى معين لدى الأطفال الذي أصيبوا بالعدوى سابقا، وكانوا معرضين أكثر للإصابة بمرض حمى الضنك الشديد إذا أُصيبوا به مرة أخرى. في الواقع، بالنسبة للأطفال الذي انخفضت لديهم الأجسام المضادة إلى نطاق منخفض، كانت الخطورة أعلى بـ8 أضعاف مقارنة بالأطفال الآخرين.

 


الحذر عند إعطاء اللقاح


تقول هاريس وهولستيد إن هذه الاكتشافات تؤكد على أهمية أخذ لقاحات حمى الضنك بشكل حذر. حيث أشارت دراسة تم نشرها أخيرا أنه يجب على اللقاحات أن تستهدف الأطفال الذي أصيبوا بنوبة حمى الضنك لمرة واحدة على الأقل، وألا تعطى للأطفال الذين لم يتعرضوا لهذا الفيروس مسبقا. وأوصى خبراء منظمة الصحة العالمية أن الدول التي تستخدم اللقاح -Dengvaxia- يجب أن يستخدموه في الأماكن التي يكثر فيها نشاط الضنك.

 


حمى الضنك في السعودية


علق الباحث البيطري المتخصص في الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان الدكتور حسن العلق لـ«الوطن» على الدراسة بالقول إن هناك 4 أنماط مصلية للفيروس المسبب للمرض، وجميع هذه الأنماط تسبب حمى الضنك، وبعد التعافي من عدوى حمى الضنك للمرة الأولى، يتكون عند الشخص مناعة (أجسام مضادة) من النمط الأصلي الذي سبب له العدوى، حيث تكون هذه المناعة لمدى الحياة، ولكن ليس مع الأنماط المصلية المتبقية للفيروس.

وأضاف: تتكون مناعة ضد الأنماط المصلية المتبقية بشكل مؤقتة في الجسم لمدة شهرين أو 3 أشهر، وبعد تلك الفترة القصيرة يمكن أن يصاب الشخص بالعدوى مع أي من الأنماط المصلية المتبقية للفيروس، لافتا إلى أن خبراء عالميين لاحظوا أن الأشخاص الذين تعرضوا لحمى الضنك للمرة الثانية كان لديهم أعراض أشد مقارنة مع أولئك الذين لم تسبق لهم الإصابة، مقترحين ظاهرة تسمى «تعزيز العدوى بالأجسام المضادة»، أي أن الأجسام المضادة من العدوى الأولى تساعد في الواقع من انتشار العدوى الفيروسية لحمى الضنك وزيادة كمية الفيروس في الدم عند الإصابة بالمرض مرة أخرى.

وتابع: الأجسام المضادة الموجودة في الجسم من الإصابة الأولى تشترك مع الأجسام المضادة المتكونة من العدوى الثانية وتساعد الفيروس على مهاجمة خلايا الجسم بشكل أقوى وأشد، وبالتالي فإن استجابة الجهاز المناعي للجسم تجعل الأعراض أسوأ وأخطر من العدوى الأولى، وقد تسبب المتلازمة النزفية ومتلازمة صدمة الضنك، ويواجه هذا الاقتراح انتقادات كثيرة من الباحثين في نفس المجال.


عوامل انتشار حمى الضنك في المملكة

 


انتشار وطول عمر البعوض في المناطق الاستوائية ذات الرطوبة العالية


يتوطن المرض في مناطق مثل جدة، ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك يعود إلى كثرة الزائرين

المياه الراكدة أكثر عرضة لاستيطان البعوض وانتشار العدوى


الشباب أكثر عرضة للإصابة لكثرة تواجدهم في الأماكن المفتوحة


بالنسبة لمدينة جدة فإن الجزء الأوسط منها منطقة عالية الخطورة


المياه الراكدة في ثقوب الصرف الداخلي للمنازل تعرض الناس للعدوى