فهد عيد



قلم الإصرار هو قلم الكاتب الذي يسعى إلى تحقيق مكتسباته، وينشر ما يستطيع نشره، خدمة لوطنه وتحقيقا لحلمه الذي لم تقف المصاعب عقبة له في تحقيق هذا الحلم ولم ييأس ويتهاون في ذلك.

يحاول مرارا وتكرارا لكي يثبت للفشل أنه مجرد وهم لدى أي شخص كان يحلم في شيء ما، ويتقدم للنجاح بالإصرار الذي هو أهم ركائزه والمضي للأمام دون خوف أو رهبة.

دون تهاون في تحمل مسؤوليات هذا القلم الذي سوف يترجم أفكاره، ويجعلها في أعلى مكانة يحلم فيها.

فالقلم والفكر إذا كان كل واحد منهما مكملا للثاني هنا تبدأ مسيرة العطاء وتحطيم كل أذرع الفشل، وتبدأ تلك الكلمات لها صداها في كل محفل وكل صحيفة، لن تكون هناك رهبة ولن يكون هناك يأس، ولن تكون المعاضل حاضرة حينها.

القلم لم يكن يوما ما مرتبطا بمنصب أو شهادة أو لقب أو ديانة، فالقلم الناضج يقف له الجميع احتراما وتقديرا لما ينثره من درر تخلد له في التاريخ، وتؤثر له في الحاضر.

حلم الكتابة أصبح هاجسا لي ويراودني من قديم الزمن، وكنت وما زلت أبحث عن تحقيق هذا الحلم، وأريد أن أعيشه واقعا وأبذل كل ما في جهدي لأكون مثالا لكل شخص يسعى لترجمة حلمه على أرض الواقع لنجاح وليس إلى فشل.

اليوم أكتب مقالا وغدا سوف أحاول أن أكتب رواية، ومستقبلا سوف أصدر كتابا، بإذن الله، لدينا عزيمة لدينا إصرار فما هو الذي يمنعنا من تحقيق ذلك، وما العائق بيننا وبين هذا المستقبل الذي نحلم فيه دوما؟

لم أفكر يوما وأتراجع عن تلك الفكرة بسبب النقد الذي سوف يحصل لي بعد تطبيق تلك الفكرة، فالنقد هو السبب الحقيقي لإخراج شخص ناجح، لو سألت أحد الناجحين ما أول شيء واجهك عندما بدأت مشوارك في المجال الذي برزت فيه وخلدت اسمك في هذا الشأن، وهل يتذكر أول شخص انتقده وماذا قال له حينها؟

هل أستمع لأي شخص قال له سوف تفشل، وتردد ولم يبد للفكرة أي اهتمام بعد ذلك؟

أسئلة سوف يجاوب عنها أنه لم يتأثر لما سمعه وظل يعمل على تصحيح أخطائه حتى أصبح شخصا ناجحا في المحيط الذي يعمل فيه.

ليس لديك الاستطاعة على أن ترضي جميع الناس، ولست قادرا على ذلك لو فعلت، لذلك يوجد حولك شخص حاقد عليك ويوجد شخص ناصح لك ويوجد شخص يقف خلفك دائما ويحاول أن يوجهك للطريق الصحيح ويحترم ما تقدم.

ولكن أنت وحدك من يستطيع أن يقهر اليأس وتمد يدك للأمل، وحدك أنت من سيقرر أن ينجح أو يفشل بعد توفيق الله، عز وجل.  فلا تحكم على البداية إذا فشلت، فمن الطبيعي أن أي إنسان لا يمكنه الوصول للقمة من درجة واحدة، لا بد أن يتخطى الدرجات المؤدية لأعلى نقطة درجة تلو درجة حتى يصل ما يريد.

لذلك لن يكون هناك شيء بعد اليوم يسمى مشكلة أو عائقا بينك وبين حلمك، سوف يكون هناك تحدٍّ وإصرار واجتهاد.

في الختام: أنت وأنا وهو وهي، نستطيع أن ننجح إذا فكرنا في ذلك.