إذا ادعت دراسات مدعومة من شركات السكر العالمية أن السكر ليس بذلك السوء جدا للصحة، فلا تصدقوهم. هكذا يقول الباحثون الذي كشفوا عن مزيد من الأدلة على أن شركات صناعة السكر تحاول منذ عقود إخفاء النتائج العلمية حول الآثار الضارة للسكر، إما من خلال تشجيع دراسات تقلل من الآثار السلبية للسكر، أو من خلال كبح الدراسات التي تكشف آثاره الضارة.


علاقات قوية

وفقا لموقع «بزنس إنسايدر» كشف تحقيق لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن أشخاصا أجروا دراسة العام الجاري 2017 تحاول التقليل من أهمية الإرشادات الغذائية التي تهدف إلى تقليص تناول السكر. وذكر التحقيق أن لهؤلاء الأشخاص علاقات قوية مع شركات صناعة السكر، حتى إن أحدهم عضو في اللجنة الاستشارية العلمية لشركة «تيت آند لايل» العالمية التي تنتج شرابا للذرة غنيا بسكر الفاكهة.

كما نشرت مجلة «بلوس» العلمية تفاصيل حول دراستين، ممولتين من (مؤسسة أبحاث السكر) الأميركية، تم إخفاؤهما بسبب عدم تطابق نتائجهما مع مصالح صناعة السكر. وأجريت هاتان الدراستان في ستينات القرن العشرين، وكشف الباحثون أن الجرذان التي كانت تتبع نظاما غذائيا عالي السكر كانت أكثر عرضة للإصابة بجلطات الدماغ والسكتات القلبية وأمراض القلب. كما كانت نسبة الدهون الثلاثية في دمهم أعلى من الطبيعية، لكن الدراستين لم تنشرا على الإطلاق.


السكر أسوأ من الدهون

في نفس الفترة التي تم فيها كبح هذه الدراسات، دفعت نفس مجموعة (مؤسسة أبحاث السكر) تمويلا لثلاثة علماء من جامعة «هارفارد» الأميركية الشهيرة، وقدمت لهم مبالغ سخية لنشر مراجعة حول دراسات صحة القلب، وجعلت السكر يبدو أقل ضررا على الصحة مما هو في الحقيقة - وتم إلصاق تهمة الضرر بالدهون عوضا عن ذلك.

لكن الحقيقة هي أن السكر أسوأ من الدهون بكثير، كما يؤكد أستاذ طب الأطفال في كلية الطب في جامعة إنديانا آرون كارول. وأضاف أن «استهلاك الدهون لا يسبب زيادة الوزن. على العكس من ذلك، فإن بعض الدهون يمكن أن تساعدنا على التخلص من بعض الوزن الزائد».


تبرئة الدهون

قارن تحليل نشرته مجلة «لانسيت» العلمية في أغسطس الماضي بين 135000 شخص يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الدهون من ناحية ومنخفضة الكربوهيدرات من ناحية ثانية في 18 بلدا مختلفا. ووجد الباحثون أن الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون أكثر ارتباطا بالموت من جميع الأسباب، ووجدوا أن هناك احتمالا أكبر للتعرض للأزمات القلبية أيضا. أما الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات فكانت نسبة تعرضهم للمخاطر الصحية أقل بكثير.

وأضاف الباحثون أن كل محاولات صناع السكر يجب أن تتوقف عن دعم فكرة أن السكر غير مسؤول عن الأمراض، فالأبحاث الأخيرة التي نشرت هذا العام تؤكد أن السكر يلعب دورا هاما في نمو الأورام السرطانية حتى لو كان ذلك بشكل بطيء.

وعلى الرغم من محاولات الشركات التي تعتمد على السكر في صناعاتها، يجب على الجهات الصحية في أي دولة أن تحدد الكمية اليومية التي يحتاجها الفرد من السكر، وأن توعي الناس بضرورة الالتزام بهذه الكمية.