ما أجهل الذين يعتقدون أنهم حينما قالوا عن بلادنا ومجتمعنا «أنّا أهل صحاري وجمال وخيام»، ولولا النفط لما كنّا، أنهم بهذا القول قد «عيرّونا».
من قال لهؤلاء الجهلة أنّا ننكر أنّنا أبناء صحاري الجزيرة العربية، أو أنّا لا نعتز بإرثنا وتراثنا العربي الأصيل، أو ننكر أنّنا لسنا أصحاب جمال، من على ظهورها قطع الأجداد والآباء صحاري جزيرة العرب شرقا وغربا، ثم تخّطوا البحار شرقا نحو آسيا، وغربا نحو إفريقيا لنشر السلام والإسلام؟! أين العيب في هذا؟!
لكن ما أصدق العربي حين قال «جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها صديقي من عدوي».
ففي كل يوم تعري الأحداث العرب العاربة من إعلاميين ومُدّعي ثقافة، لتكشف حقيقتهم أنهم عرب بدماء فارسية، يخضعون لأوامر ونواهي «الملالي» في طهران، سقطت أقنعتهم، وانفضح زيفهم حين نفثوا سموم أحقادهم تجاه بلادنا المملكة العربية السعودية، بعد أن سمنت كروشهم، وتغذّت لحوم أكتافهم من خيرها، ونحن نخطئ حين نظن أن هؤلاء الأقزام إخوة في العروبة، ونخطئ حين نفتش عنهم وقت الأزمات لنشد أزرنا بهم، فهم عديمو الوفاء، نسوا السعودية التي فتحت قلبها واحتضنتهم وقت شدائدهم، واصطفوا وراء حزب مرهون إلى حكم الولي الفقيه، مخطئون حين اعتقدوا أنهم حين قالوا «أنّا أبناء الصحراء وأصحاب الجمال والخيام» أنهم قد نالوا منّا!
ما علموا أنّ الصحراء أُمنا الرؤوم، وأنّ أجسادنا معجونة ببطحائها المسك، وشجاعتنا من لهيب حرها، وصبرنا منسوج من جبالنا الشم، ونسوا أنّا أصل العروبة، لا نعرف الغدر، وليس من طبعنا الخيانة، ولا من أخلاقياتنا التلون والغدر، رُزِقنا بالنفط فحوّلناه نعمة، بينما غيرنا أفلح الأرض ليزرع المخدرات، كي يفسد في الأرض.
وقد قال أديبنا غازي القصيبي رحمه الله، «نفط يقول الناس عن وطني.. ما أنصفوا وطني.. وطني هو المجد».
أبناء الصحراء أصحاب الجمال والخيام؛ اليوم يطرقون أبواب «ناسا» ويدخلون مختبرات الأبحاث الطبية في العالم، ويسهمون بمخترعاتهم العلمية والطبية في تجارب تشهدها معامل جامعات الغرب ومختبراتها.
وأحفاد سكان الصحاري ملاك الجمال سكان الخيام، اليوم ينافسون طلاب دول العالم الأول، ويتفوقون عليهم في مخترعات طبية وعلمية وإنسانية وأدبية، ويبزّونهم في مسابقات علمية ورياضية، وفوق هذا وذاك يعتزون أنهم أهل الصحراء، يفخرون بهويتهم ويتمسكون بهويتهم، رغم ما تحقق لبلدهم من نهضة شاملة اقتصادية وعمرانية وعلمية، وما تحتله من مكانة قيادية للعالمين العربي والإسلامي، وما تحظى به من احترام دولي.
وتاريخنا لو قرأه هؤلاء العرب العاربة، لخجلوا من أنفسهم، وكفوا عن شتائمهم، وهم يرون واقعنا الحضاري المزدهر، وواقعهم المؤلم بالصراعات والفوضى، ولكان بلدهم أولى بالالتفات نحوه، لفك أسره من حزب إرهابي يقوده نحو الخراب والفوضى والحروب، حزب لم يجلب لهم سوى تعطيل الحياة العامة والسياسية.
أما نحن، فنكتفي بالرد على شتائمهم بأنا بدوٌ، أصحاب جمال وخيام ونفط.