أكد النائب السابق في البرلمان اللبناني العضو المؤسس في حركة المبادرة الوطنية فارس سعيد، أن لبنان حاليا بقيادة الرئيس ميشال عون أصبح إيراني الهوى، وكل المعارك السياسية الداخلية القائمة فيه جاءت لأجل تثبيت هويته وانتمائه العربي في مواجهة الزحف الإيراني، مشددا على أن الخروج من العالم العربي يعرض لبنان واللبنانيين كأفراد وجماعات إلى مشكلة أكبر من قدرتنا على التحمل. وقال سعيد في حديث خاص إلى «الوطن» إنها المرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر يقفز رئيس الدولة فوق العالم العربي، ويذهب إلى تحالف مع قوة إقليمية غير عربية هي إيران، والتي تدعي أنها قوة ثورية في المنطقة، رغم كونها تعمل على تخريب الاستقرار الذي كانت تنعم به الدول العربية، مضيفا «نحن في لحظة خيار، وليس اتخاذ مواقف سياسية، لذلك خيارنا وطني لبناني عربي بامتياز.


الرهان على الحريري

أضاف سعيد أن الأزمة اللبنانية انفجرت عندما تقدم رئيس الوزراء سعد الحريري باستقالته، محددا الأسباب الموجبة لها، من بينها سيطرة حزب الله على الدولة، وتدخلات إيران، مبينا أن الحريري عاد إلى لبنان وتريث في حسم الاستقالة بناء على رغبة رئيس الجمهورية، كما أن الحريري لم يتراجع عن الأسباب الموجبة لاستقالته، وبالتالي وضع بين يدي عون مسؤولية السير نحو معالجة سيطرة حزب الله على البلد، نظرا لارتباط الرئيس بحزب الله. وأبدى النائب السابق في البرلمان اللبناني تخوفه من انتهاء هذه المرحلة بصدور بيان عن رئاسة الجمهورية أو الحكومة اللبنانية تحت عنوان النأي بالنفس الذي قد يكون في جملة أو موقف لفظي وليس فعليا. وقال سعيد»لقد راهنا على الحريري، واعتبرنا أنه سيتخذ موقفا حاسما منذ لحظة الاستقالة من أجل انتزاع تنازلات من حزب الله لصالح سيادة الدولة اللبنانية، إلا أنه ذهب إلى تدوير الزوايا تحت عنوان الاستقرار، وتبريد الأجواء الداخلية، وعدنا إلى الدوامة نفسها، وبالتالي كانت نتيجة الاستقالة سلبية، في مقابل سلوك غير مقبول من حزب الله، سواء في داخل لبنان أو خارجه، كونه يتحرك بأوامر إيرانية.


مشاورات فاشلة

حول عقد عون سلسلة مشاورات لتذليل العقبات أمام عودة الحريري عن استقالته، وهل حققت هذه المشاورات النتائج المرجوة منها، قال فارس سعيد، إن تحركات عون الأخيرة لم تسفر عن شيء نظرا لأنه يريد التهدئة مع الإبقاء على دور حزب الله، لافتا إلى أن عون وصل إلى قصر بعبدا بفضل دعم الحزب له، ومن ثم فهو ينحاز له دون النظر إلى مصلحة لبنان. وقال سعيد إن تلك التحركات تأتي للماطلة رغم إدراك غالبية اللبنانيين للفارق بين دور حزب الله الإقليمي ودوره في الداخل للبناني، مؤكدا أن انسحاب الحزب من اليمن أو العراق أو سورية يأتي لأسباب إقليمية وليس بإرادة لبنانية،وهذا الأمر ليس إنجازا، لأن ما يحتاجه اللبنانيون حاليا هو احترام الدستور واتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وأن يكون للبنان جيش وطني واحد، وليس جيشين بوجود ميليشيات حزب الله.




تبريد الأوضاع

أشار سعيد إلى أن عون يحتال على الدستور وقرارات الشرعية الدولية منذ صدور القرار 1559 والقرار 1701 من أجل تبريد الأوضاع وعدم الاصطدام مع حزب الله، لذا فإنه لا يمكن حل هذه المعضلة إلا بقرار حاسم من الأسرة العربية والدولية. لقد تأملنا في اتخاذ موقف أكثر صلابة من اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وتأملنا في أن تحقق استقالة سعد الحريري من الرياض هدفها، ونتأمل الآن في حزم الإدارة الأميركية اتجاه تقليص نفوذ إيران في المنطقة، لكن إذا كان سيترك هذا الموضوع لإعادة تدوير الزوايا مع حزب الله بحجة الاستقرار فنحن نرفض ذلك، بعد أن بات حزب الله يرفع أمامنا شعار الاستسلام له من أجل الاستقرار.