منذ أن نُفذ ذلك الوعد المشؤوم بأن تكون القدس عاصمة لدولة «إسرائيل»، بل حتى قبل التوقيع على الوفاء والعمل به نجد أننا دوما في مرمى بنادق أناس مع كل مصيبة تحل على فلسطين، وفي فلسطين يصوبون فوهاتها علينا ويوقعون باللوم علينا ويرددون على مسامعنا أننا بعنا «الكضية»، وسبب رئيسي في احتلال اليهود لها تارة لتخاذلنا تجاه «الكضية»، وتارة أن هناك صفقات سياسية عُقدت في غرف مظلمة لبيع فلسطين و«الكضية»..

تلك البنادق وحاملوها والتي ما زالت وستستمر في التصويب نـحونا وإفراغ ما فيها علينا مرافق لطلقاتها نكران لكل ما قدمته بلادنا وما تقدمه وما ستقدمه لكل ما من شأنه نصرة فلسطين وقضيتها الأزلية..

لنعود للوراء قليلا، فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا ومواقف «السعودية» تجاه فلسطين وقضيتها ثابتة ونابعة من حس إسلامي يتطلب ذلك حتى يأخذ كل ذي حقٍّ حقه، ولأن المجال لا يتسع لذكر كل ما كان تجاه فلسطين وحرصا مني على إطلاع القرّاء ومعرفة ما كان من مواقف لنصرة فلسطين وقضيتها، وحتى لا يلبس عليهم اقرؤوا ما دونه التاريخ مع ربطها بفلسطين وموافق السعودية تجاهها «1927» «1929» «1938» «1981» «2009»، وما كان مؤخرا من تدخل الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- من تدخل شخصي لحل قضية المسجد الأقصى الأخيرة بعد إغلاقه، كل تلك التواريخ منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا تشهد بمواقف سياسية مشرفة لنا ولقادتنا، ولا يخفى على كل قارئ حملات التبرعات والدعم المالي بين الحين والآخر منا كشعب ومن قيادتنا لصالح فلسطين وشعبها، والعجب كل العجب أن بعد كل ما دونه التاريخ وشهد به ذو العقول النيرة يخرج علينا بعض المحللين السياسيين وفي منابر عدة ليردّد على مسامعنا ومسامع المشاهدين أن الحكومة السعودية باعت «الكضية»..

ختاما أوقن كما توقنون أن قياداتنا الرشيدة لن تلتفت لمثل هذه الترهات في يومٍ ما وإلا موقفنا منذ زمن بعيد موقف الحياد وتركت تلك القضية لأهلها وسكان موطنها، فقضية فلسطين قضية كل العرب والمسلمين، ومن هذا المنظور ستبقى حكومتنا وشعبنا داعمين دائمين لفلسطين وقضاياها حتى يعود كل شبر في أرض فلسطين عربية إسلامية.