فيما تعمدت ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية الموالية لإيران، نشر فيديو جديد أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عناصر عراقية في بلدة كفر حمام في منطقة العرقوب جنوب لبنان، برفقتها عناصر من «حزب الله»، ووصف ذلك من قبل المراقبين بتحدي الحكومة اللبنانية لتبنيها سياسية «النأي بالنفس»، شهد محيط السفارة الأميركية في بيروت، أمس، أعمال شغب تخللت تظاهرة أقيمت احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقام عدد من المتظاهرين برشق قوات الأمن بالحجارة، لترد الأخيرة بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، وتم تسجيل عدد من حالات إغماء.

وعمد المتظاهرون إلى حرق مجسم ترمب في ساحة عوكر وأحرقوا الدواليب، فيما استقدمت القوى الأمنية المزيد من التعزيزات من عناصر مكافحة الشغب أمام مبنى السفارة مع انضمام تظاهرة أخرى للمشاركة في الاحتجاجات على قرار ترمب بشأن القدس.

وكانت قيادة الجيش اللبناني قد دعت، أول من أمس، المتظاهرين والمعتصمين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، إلى عدم التعرّض بأي شكل من الأشكال لأمن المواطنين والممتلكات العامة والخاصة والمصالح الأجنبية والبعثات الدبلوماسية، والتزام القوانين والأنظمة التي ترعى حرية التعبير والحفاظ على السلامة العامة.


فيديو جديد

بعد يومين على تسريب فيديو لأمين «عصائب أهل الحق» التابعة للحشد الشعبي العراقي قيس الخزعلي خلال جولة في الحدود الجنوبية، ظهر أمس فيديو جديد على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عناصر عراقية في بلدة كفر حمام في منطقة العرقوب الجنوبية، برفقتها عناصر من «حزب الله»، وبحوزتها أسلحة، وعرّفوا عن أنفسهم بأنهم ينتمون إلى تنظيم «سرايا السلام» العراقية «جيش المهدي»، ويظهر في الفيديو أحد العناصر الملقب بـ«أبوحسن» يقول إن «سرايا السلام» موجودة في لبنان وهي باقية وتتمدد.

ويعد هذا الفيديو خرقًا واضحًا للقرار الأممي 1701 الذي ينص على إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.


تحطيم النأي بالنفس

بينما تحركت السلطة اللبنانية للتحقيق في كيفية وصول الخزعلي إلى لبنان، ردت مصادر حكومية على قوله بأن وجوده هو للرد على أي عدوان إسرائيلي يستهدف لبنان، مشيرة إلى أن «لبنان في غنى عن أي عصائب للدفاع عنه، والدولة اللبنانية وحدها معنية بمواجهة أي عدوان على أرضها وسيادتها».

ورأت أوساط سياسية أن هذه الاستعراضات لميليشيات إيران في لبنان على مدى اليومين الماضيين رسالة تحد إيرانية للحكومة اللبنانية ولسياسة النأي بالنفس التي تريد أن تعتمدها.

وقال عضو الأمانة لقوى 14 آذار إلياس الزغبي، إن ما فعله الخزعلي يبين تصميم حزب الله على كسر وتحطيم سياسة النأي بالنفس لإظهار عقم هيبة الحكم والحكومة، وتساءل كيف دخل العراقي قيس الخزعلي إلى الأراضي اللبنانية؟ وهل حصل على تأشيرة دخول؟ أم أن معابر الدويلة باتت ترسم سياسة الحدود اللبنانية؟