أقل ما يستحقه رجال الدفاع المدني وساما من كل مواطن نظير أدائهم وتضحياتهم فيما يحدث من حوادث وعوارض، وبلا شك أن كل جهاز له أخطاء، وهذا أمر طبيعي جداً، ولكن أثبت أنه جهاز يستحق الشكر بعد تداول مقطع تهاون وقصور بعض أفراده في إنقاذ المسن أثناء أمطار جدة، حيث يعد موقفاً شجاعاً جداً من الدفاع المدني حينما (اعترف بالتقصير)، وقدم الاعتذار عن هذا القصور، حيث لم يباغت الجمهور بإلقاء اللوم على المواطن بأنه خالف التحذيرات من الجميع بألا يدخل إلى تلك المنطقة التي رأيناها من خلال مقطع آخر، فهنا أتصور أن الدفاع المدني استطاع تعزيز صورة إيجابية جداً عنه ترسخت في أذهان الجميع، وتحسين سمعته بأنه (اعترف واعتذر)، وهذه شجاعة ومهارة في العلاقات العامة والإعلام، وقد يؤيدني أساتذتي في هذه المهنة لأن في تصوري لو صمت الدفاع المدني واكتفى بالإجراء الداخلي من خلال توجيه اللوم أو التحقيق مع أفراده لكانت المشكلة أعمق في العمل على تحسين صورته الذهنية، وتعديل الانطباع، وقد يستغرق فترة طويلة من الزمن، وربما تحتاج إلى تكلفة مالية لإعادة التعريف بجهودهم.
ولكن الموقف الشجاع منهم كان أفضل إجراء بأن يدافع عنهم الجميع مستقبلا، والجميع سيقول (يكفي أن الدفاع المدني اعترف واعتذر). والأمر الآخر يجب أن نشكر هذا الجهاز الذي يتحمل أخطاء الغير، فكل عام نرى ماذا تعمل الأمطار والسيول في عروس البحر الأحمر، ويبدأ الدفاع المدني في العمل على إنقاذ المتضررين نتيجة الإهمال في تنفيذ مشروع تصريف الأمطار الذي تعاني منه جدة من قبل 2009.
إضافة نرى تضحيات رجال الدفاع المدني في المعاناة جراء الحرائق التي تحدث في المنطقة التاريخية التي تضم تقريباً (500) منزل قد يكون بعضها آيلاً للسقوط ومتهالكا ومهجورا وبتخطيط أحياء قديمة جدا وبنايات متلاصقة، فنرى أثناء وقوع الحرائق ماذا يعمل أبطال الدفاع المدني في تحملهم أخطاء الغير.