قبل عشر سنوات كان الساحل الصومالي مركزا عالميا للاختطاف البحري، وكانت الصومال تفتقر إلى خفر السواحل أو إلى آلية رسمية فاعلة، تمنع القراصنة المدججين بالسلاح من الإبحار بزوارقهم السريعة إلى سفن البضائع الضخمة والصعود إلى متنها لأخذ طاقم السفينة رهائن لا يتم الإفراج عنهم إلا بدفع فدية تبلغ ملايين الدولارات. أما الآن، ووفقا للمكتب البحري الدولي (آي إم بي)، الذي يرصد الجريمة في عرض البحر، فإن خطر القرصنة البحرية قد انخفض عالميا إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عقدين. فماذا يحدث لقراصنة إفريقيا؟

لقد كانت سنوات الذروة التي شهدتها أزمة القرصنة الصومالية في الفترة من 2007 إلى 2012، حيث كانت الهجمات على امتداد خليج عدن وبحر العرب والبحر الأحمر بشكل شبه يومي. ففي عام 2011 كان هناك 237 هجوما في المنطقة، يقال إنها كلّفت شركات النقل وشركات التأمين 8.3 مليارات دولار. غير أن القرصنة الصومالية قد هبطت مؤخرا، حيث إن 9 سفن فقط تم اختطافها قبالة الساحل الصومالي العام الماضي. ويعود ذلك جزئيا إلى تحسّن الأمن الإقليمي بشكل كبير.

يؤدي خليج عدن إلى قناة السويس التي يعبر من خلالها ما يقرب من 10 % من مواد التجارة العالمية. وبعد عشرات من عمليات الاختطاف والقرصنة البحرية، أطلق العالم جهودا ضخمة لمكافحة القرصنة البحرية في عام 2008، حيث لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، ينشر الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن قوات تقوم بدوريات على الساحل الصومالي بهدف مكافحة القرصنة البحرية. وأدت حملة هذه القوات، التي شملت تدريب الحراس المسلحين، وإجراء المناورات على السفن التجارية، إلى انخفاض عدد حوادث القرصنة قبالة الصومال، وفقا لما ذكره هنري ماكهل، من شركة «أسبن» للتأمين.

قد يكون القراصنة الصوماليون قد أوقفوا هجماتهم بالكلاشينكوف في الوقت الراهن، لكن على الجانب الآخر من إفريقيا تتزايد أعمال القرصنة قبالة الساحل النيجيري. ففي عام 2017 تم الإبلاغ عن وقوع 33 حادثا من أعمال القرصنة والسطو على السفن البحرية. وفي عام 2011 كانت هنالك 10 حوادث. وكثيرا ما يلجأ القراصنة النيجيريون إلى العنف بالرشاشات الثقيلة والقنابل الصاروخية في عمليات القرصنة.

عادة ما يحتجز القراصنة الصوماليون السفن والرهائن للحصول على فدية مالية للإفراج عنهم. أما تعامل القراصنة النيجيريين فإنه يختلف عن الصوماليين، حيث إنهم يتحركون بسرعة فائقة، ويتشابكون في معارك مسلحة شرسة، وينزعون الضحايا من السفن قبل أن يتراجعوا إلى متاهات دلتا نهر النيجر، حيث يصعب على قوات الأمن العثور عليهم، كما أن عدد حالات الاختطاف مرتفع جدا.

أما القرصنة في خليج غينيا التي تمتد من الجابون إلى ليبيريا، فإنها لم تصل إلى المستويات التي وصلت إليها في الصومال بأي حال من الأحوال.  


مجلة الإيكونوميست


مجلة (الإيكونوميست) - البريطانية