في الوقت الذي طالبت فيه أوساط سياسية وبرلمانية عراقية، حكومة بغداد بسحب الميليشيات من المناطق المحررة في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين والأنبار، تمهيدا لتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات التشريعية منتصف مايو المقبل، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «بنتاجون»، إيريك باهون، أن القوات الأميركية في العراق تلقت تهديدات من الميليشيا الإيرانية في العراق، مؤكدا قدرة بلاده على التصدي لها، والدفاع عن نفسها. وأضاف باهون «تركيزنا يبقى على استمرار هزيمة داعش، ولقد تلقينا تهديدات من الميليشيات المدعومة إيرانيا، ونحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا وحلفائنا».

التأثير على الناخبين

حذر النائب في البرلمان العراقي، فارس الفارس، في حديث إلى «الوطن»، من وجود الميليشيات المتشددة في المناطق المحررة من داعش، مؤكدا أن هذا الوجود سيؤثر على إرادة الناخبين، خاصة أن عددا من قادة هذه الميليشيات، وأبرزها الحشد الشعبي، ينوي الترشح للانتخابات.

وحمل فارس، الحكومة المركزية مسؤولية سحب الميليشيات من المدن المحررة، وتسليمها إلى القوات الأمنية الرسمية، مشيرا إلى أن الحكومة والقوات الأمنية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن توفير بيئة ملائمة لإجراء عملية التصويت كجزء من صلاحياتها الدستورية، وإلغاء كل مظاهر التأثير في إرادة الناخبين.

أهداف انتخابية

 يأتي ذلك، فيما رفضت فصائل مسلحة الانسحاب من المدن المحررة الواقعة في محافظات تقطنها غالبية من المكون السني، مما دفع بأوساط سياسية إلى المطالبة باتخاذ إجراءات لتنفيذ قانون حصر السلاح بيد الدولة بعد الإعلان عن تحرير جميع الأراضي من داعش.  وقال السياسي العراقي بشار العزاوي لـ«الوطن»، «إن وجود الميليشيات في المناطق المحررة يثير قلق القوى السياسية لبروز مخاوف لديها من احتمال استخدام عناصر تلك الجماعات في الضغط على الأهالي لانتخاب قائمة محددة»، موضحا أن بعض قادة الحشد يرفضون سحب المليشيات لأن وجودها في بعض المناطق سيحقق لمرشحيهم مكاسب انتخابية.

من جانبه، تعهد المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، سعد الحديث، بأن الحكومة ماضية في تنفيذ إجراءات حصر السلاح بيد الدولة، استنادا إلى صلاحياتها الدستورية، وطبقا لما ورد في وثيقة الإصلاح السياسي، مبينا أن الحكومة تبذل جهودها لتنفيذ متطلبات مرحلة ما بعد داعش، في وقت أكدت تقارير منظمات دولية حاجة الحكومة العراقية إلى أكثر من 100 مليار دولار لإعادة إعمار المدن المحررة من التنظيم الإرهابي.