السينما، فن جامع للفنون الإنسانية، من العمارة والموسيقى والرسم والنحت والشعر والرقص، فهو مرآة النفس الإنسانية، يحرك ويؤثر ويجذب الأحاسيس والمشاعر، بغية الارتقاء بالنفس فكرا وثقافة، لتسمو بتطلعاتها وآمالها لتطوير حضارة الإنسانية، وإقامة حوار حقيقي بين الثقافات والشعوب المختلفة، لعولمتها في منظومة ثقافية ليست لها حدود مكانية ولا زمانية. تخدم للتطور والارتقاء بالقيم الإنسانية في هذا الكون، وأصبحت السينما معملا لصنع الأحلام والأساطير، تسافر بك خلال الشاشة، إلى أماكن لم تُفكر من قبل في زيارتها، وإلى مواقع لا علاقة لها ببعضها، لا جغرافيًّا، ولا تاريخيَّا، ولا شكليّا، فكلُّ واحد منها لديه خاصياته التي يتميز بها عن الآخر.

بعد موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة، خطوة نحو النمو والازدهار الاقتصادي، وزيادة الدخل السنوي للمملكة، ونقطة تحول في تطور الاقتصاد الثقافي في المملكة، إضافة إلى استحداث أكثر من 30 ألف وظيفة خلال هذا القرار، وتوظيف الشباب السعودي.

في الثلاثينات، دخلت السينما إلى المملكة خلال الأجانب «موظفو أرامكو» داخل الوحدات السكنية التي بها أول صالة للسينما في المملكة، وكان اقتصارها على الموظفين الغربيين وعائلاتهم.

وأنشأ «أبوالسرور بري» أول حوش لعرض الأفلام السينمائية في المدينة المنورة، وكانت عملية تأسيس مثل هذه الدور لم تكن تتطلب رخصة رسمية في ذلك الوقت، وكانت تقتصر على الرجال فقط، ثم دخلت العوائل تاليا.