في الوقت الذي تمهد فيه موسكو التجهيزات لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في الأيام القادمة، تحدثت تقارير تركية ودولية عن تأخر انطلاق معركة عفرين التي أعلنت عنها أنقرة مرارا، وأكدت استعدادها لخوضها لتطهير المناطق الحدودية من العناصر الإرهابية ومحاربة النفوذ الكردي، فيما يتوقع أن تمتد إلى ما وراء غرب الشمال السوري.

وأوضح المراقبون أن العمليات العسكرية التي سيشنها الأتراك في شمال سورية، تم التجهيز لها عبر إرسال نحو 20 ألف جندي إلى جانب 15 ألف جندي تابع للجيش السوري الحر، إلا أن أوامر بدء المعركة لم تصدر بعد، الأمر الذي يزيد من الغموض وراء تأخر أسباب انطلاقها.

وبحسب وسائل الإعلام التركية، فإن العمليات العسكرية ستكون مشتركة، مع فرقة «محمدون التركية» والجيش السوري الحر، وستمتد لـ 170 كيلو متر في المنطقة.


الدعم الروسي

يأتي ذلك، في وقت أشارت تقارير إلى أن أنقرة تتطلع إلى الدعم الروسي في إبعاد عناصر حزب العمال الكردستاني عن الحدود السورية التركية، حيث تسعى أنقرة إلى إبعاده من عفرين وتل رفات، وذلك عقب أن حققت عناصره تقدما ملحوظا في الآونة الأخيرة، وأبدى تعنتا واضحا في تسليم هذه المناطق، لدرجة تهديده بخوض معركة مباشرة مع الجيش التركي للدفاع عنها.

في غضون ذلك، ما تزال أعمال بناء الجدار الفاصل على الحدود السورية مستمرة، لمنع العناصر الإرهابية من التسلسل إلى الأراضي التركية، إذ إنه من المتوقع أن يمتد إلى قرابة 230 كليومترا بطول الحدود التي تفصل البلدين.


تلكؤ موسكو

بحسب الخبراء العسكريين، فإن الوضع في عفرين مختلف عما هو عليه في المناطق الأخرى التي تسيطر عليها ميليشيات قوات سورية الديمقراطية «قسد»، نظرا لأن الأخيرة مشمولة بالاتفاق مع الجانب الأميركي، ولا يشمل منطقة عفرين التي اضطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية، إلى إبرام اتفاق مع الجانب الروسي لتأمين حماية دولية لها من الاعتداءات التركية، مشيرين إلى غموض صمت موسكو إزاء التهديدات التركية. يأتي ذلك، فيما يسعى الأكراد إلى المراهنة على الحماية الدولية العاجلة لأي تحرك تركي في مناطق نفوذهم على الحدود مع سورية، خاصة بعد انتهاء الانشغالات الدولية حول الحرب ضد داعش، ورهانهم على أهمية وجودهم كقوة عسكرية مؤثرة في المنطقة.