استحوذت انتفاضة الشعب الإيراني على اهتمامات اللبنانيين بمختلف اتجاهاتهم، وقال مراقبون إن حدوث تغيير في إيران مسألة مفصلية في هذه المرحلة، ودون هذا التغيير لا يمكن للوضع في لبنان وسورية أن يتغير، مشيرين إلى مخاوف الساسة اللبنانيين أعضاء الفريق السيادي الرافض لتورط «حزب الله» العسكري والاستخباراتي في عدد من الدول العربية، من أن تصل الأمور إلى قيام الحرس الثوري الإيراني، بطلب ميليشيا «حزب الله» للتدخل في الساحة الإيرانية لقمع الانتفاضة، كما حصل في سورية، لافتين إلى أن حزب الله لا يحترم حق الشعوب في تقرير مصيرها، كما أن سياساته تجاه ما سمي الربيع العربي كانت تماشي المصالح الإيرانية، وتتماهى مواقفه مع أوامر الولي الفقيه.



إعلام مزيف

فيما يطلق المتظاهرون الإيرانيون شعارات الموت لــ»حزب الله»، لا تصل هذه الصرخات إلى آذان المعنيين في المناطق التي يسيطر عليها «حزب الله»، كون إعلامه يركز على القول إن «ما يجري في إيران عمل تخريبي، وفقا لمحمد المقداد، وهو أحد أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت الخاضعة لهيمنة «حزب الله»، الذي أكد أن حزب الله يمنع بث محطات تلفزيونية كثيرة في المناطق التي يسيطر عليها، ويفرض على الناس مشاهدة إعلامه فقط».

ولفت المقداد إلى أن الحزب ما يزال يعبئ جمهوره للوقوف مع نظام الملالي، مؤكدا أن صورة «حزب الله» عند الشعب الإيراني مهزوزة، فهو منظمة تخطف أرغفة الخبز من أفواه الناس، وتأكل حقوق الإيرانيين، والكل يعرف أن تبجح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في أحد خطاباته، بأن إيران تمول كل مصاريف الحزب قد أثار الإيرانيين في حينه، خاصة بعد قوله «طالما هناك في إيران أموال نحن لدينا أموال، ومالنا المقرر لنا يصلنا».

حسب المقداد، فإن ما يعني اللبنانيين في الأحداث الإيرانية، هو أن السلطة الحاكمة إن نجحت في قمع الانتفاضة، فإنها ستكون مجبرة على إعادة النظر في دعم ميليشيات حزب الله، على الأقل لتظهر للمواطن الإيراني أنها تحفظ مصالحه.